ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء أن صعود الصين يمثل التحدي الاستراتيجي الكبير الذي يواجه الولاياتالمتحدة وطالبت الإدارة الأمريكية بتركيز اهتمامها منبهة إلى أن سياسة الرئيس الأمريكى باراك أوباما بشأن آسيا تتسم بالتشتت والغموض. ووفقا لما جاء على وكالة أنباء "الشرق الأوسط" فقد أضافت الصحيفة فى مقال نشر على موقعها الإلكترونى أن الأوضاع الراهنة فى دولتى أوكرانيا وسوريا تشتت تركيز الرئيس اوباما عن دول آسيا ، فبالنسبة لمؤيدي سياسة أمريكا الخاصة ب "محور آسيا" ، لابد أن تظل منطقة المستقبل محور السياسة الخارجية للرئيس الأمريكى..مشيرة إلى أن دول المحور سيشعرون بالبهجة هذا الأسبوع ، على الرغم من الأزمة المحتدمة مع روسيا ، مع استهلال الرئيس أوباما لجولة آسيوية تشمل زيارة 4 دول أولها اليابان. وتابعت الصحيفة أن هذه السياسة لا ترضي الجميع لأنها بالنسبة لمنتقديها ، فإن محور آسيا ترك البيت الأبيض راضخا لمفهوم مبهم مفاده أن آسيا هي "المستقبل" ، وهو ما جعل الولاياتالمتحدة تهمل مشاكل أكثر خطورة بكثير في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. ولفتت إلى أن المنتقدين يرون أن تركيز أوباما على آسيا شجع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس السوري بشار الأسد على استخدام القوة ، ثقة منهما في أن عيون أمريكا مسلطة على الشرق الأقصى. ورأت "فاينانشال تايمز" أن هذا التركيز الأمريكى أمر منطقي لأنه من المتوقع أن تصبح الصين خلال السنوات المقبلة أقوى اقتصاد في العالم وبالتالي ستعد المنافس القوي الأوحد للولايات المتحدة على المدى الطويل. وأشارت إلى أن عدم قدرة الإدارة الأمريكية على مواصلة التركيز على آسيا ازداد بتولي جون كيري منصب وزير الخارجية خلفا لهيلاري كلنتون التي كانت تدرك أهمية آسيا ، أما كيري فهو منشغل أكثر بالشرق الأوسط وأوروبا. وانتقدت الصحيفة تركيز كيري على القضية الفلسطينية التي وصفتها بأنها ليست أهم قضية في الشرق الأوسط ولا في العالم ..معتبرة أن ذلك يمثل مضيعة للوقت.ويضاف إلى ذلك ميل الرئيس أوباما لتأجيل جولاته لآسيا استجابة لأية أزمات داخلية ، ما جعل الجانب الآسيوي غير متأكد من مدى جديته بشأن المحور. واختتمت الصحيفة قائلة "إن جهود أوباما التى يبذلها حتى الآن كافية لإثارة عداء الصين لكنها ليست كافية بعد لطمأنة حلفاء أمريكا".
