علقت صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية على تهديدات الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" بالتدخل العسكري في سوريا حيث مزاعم استخدام السوري للأسلحة الكيماوية وتخطيه "للخط الأحمر" الذي وضعه "أوباما"،قائلة :من المفترض أن يكون الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" الرجل الأكثر نفوذا في العالم ، ولكن يبدو أنه إنجر عنوة في الصراع السوري. وأوضحت أن أنباء استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية وتعديها "للخط الأحمر" الذي وضعته الولاياتالمتحدة زاد من الضغوط على "أوباما" وأثرت على تصرفاته ،بالإضافة إلى احتدام الجدل في الولاياتالمتحدة حول تقديم المساعدات للمتمردين المناهضين للأسد. ازداد الجدل بشأن التدخل العسكري في سوريا بعد مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية. وأضافت أنه حتى الآن لا يزال رد فعل البيت الأبيض حذرا، ويأتي الحذر مباشرة من الرئيس الأمريكي رغم أن العديد من مستشاريه وحلفائه يحثونه على أن يكون أكثر جرأة، حيث أن "دنيسروس" ،المستشار السابق للرئيس "أوباما" لشئون الشرق الأوسط يحث على توفير المساعدات "القتالية" للمتمردين السوريين، وكذلك وزير الخارجية "جون كيري" يعتقد أنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تكون أكثر صرامة تجاه الوضع السوري ، بالإضافة إلى بريطانيا وفرنسا. الخوف من تدخل الولاياتالمتحدة يكمن في سير الأمور بشكل خاطئ ، حيث وقوع الأسلحة الغربية في الأيدي الخطأ، وانتشار المذابح الطائفية اذا سقط الأسد، وهذا بدوره سيقود إلى ضغط أكبر وتورط أعمق، كل هذه المخاوف صحيحة ومعقولة، ولكن يجري استخدامها لوضع صورة ضعيفة للرئيس "أوباما". وأشارت الصحيفة إلى أنه حال لم يتدخل السيد "أوباما" عسكريا في سوريا، فإن ذلك سيكون انعكاس واضح لإستراتجيته التي تشكلت خلال فترة ولايته الأولى، بالإضافة إلى أن الولاياتالمتحدة ستفقد مصداقيتها . ولفتت إلى أن هناك ثلاثة عناصر رئيسية لهذه الإستراتجية ،الأول هو لتجنب حروب جديدة في منطقة الشرق الأوسط ، والثاني هو "محور آسيا" الذي تركز عليه السلطات في الولاياتالمتحدة باعتباره المنطقة الأكثر دينامكية في العالم بدلا من إهدار الأموال في الحروب في الشرق الأوسط ، والعنصر الأخير هو إعادة بناء قوة أمريكا العالمية من خلال الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية المحلية، والتركيز على ما يصفه الرئيس "بناء الأمة من الداخل". وذكرت أن الضغط على كل من سوريا وإيران يرتفع ، وفي نفس الوقت تكافح إدارة "أوباما" للحفاظ على تركيزها الاستراتيجي في آسيا، والمنطق الحقيقي للمحور الآسيوي يتشكل في مركز الاقتصاد العالمي المتمثل في الصين ، وهو ما يعني أن المنطقة الأكثر دينامكية في العالم ستنتقل تدرجيا إلى الصين.