شاهد أعضاء في مجلس الأمن الدولي الثلاثاء، صوراً توضيحية التقطها في سوريا مصور سابق في الشرطة العسكرية تظهر ما قد يكون أدلة على ما يبدو للتعذيب الوحشي تشمل اقتلاع الأعين والخنق والحرمان من الأكل لفترات طويلة. وذكرت شبكة "سكاي نيوز" عربية أن فرنسا نظمت الاجتماع غير الرسمي لأعضاء مجلس الأمن كي تعطي فرصة لأعضائه وعددهم 15 عضوا لمشاهدة نحو 55 ألف صورة وصفها مدعون سابقون في جرائم الحرب بأنها "دليل واضح" على التعذيب الوحشي وأعمال القتل الجماعي خلال الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 3 أعوام. وقال جيرار آرو السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة للصحفيين بعد الجلسة المغلقة: "إن من الأهمية بمكان أن يرى مجلس الأمن هذه الصور المروعة فيما يعد وفده لمشروع قرار لإحالة ملف الحرب السورية للمحكمة الجنائية الدولية لإصدار لائحة اتهام محتملة بارتكاب جرائم حرب". وقال آرو: "خيم الصمت على المجلس بعد أن عرضنا عليهم الصور... الأعضاء تأثروا بشدة". وعبرت سفيرة أمريكا في الأممالمتحدة سامانثا باور عن شعورها بالفزع بعد حضورها الجلسة، وقالت "الصور الفظيعة للجثث التي عليها علامات للتجويع والخنق والضرب والتقرير المقدم اليوم الذي تقشعر له الأبدان يشير إلى أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد ارتكب أعمال قتل ممنهجة على نطاق واسع وبأعداد كبيرة. وأضافت أنه "لابد من محاسبة مرتكبي هذه الجرائم المشينة ويجب على المجتمع الدولي أن يتحد في مواجهة هذه الأعمال الوحشية". وخصص الاجتماع، لمناقشة التقرير الذي يطلق عليه اسم "قيصر"، وهو الاسم المستعار لضابط أمن سوري منشق، نشر 55 ألف صورة، يظهر فيها 11 ألف شخص، تعرضوا للتعذيب والقتل في السجون السورية. وقال ستيوارت هاميلتون، وهو طبيب شرعي، إن مصور المخابرات العسكرية السابق الذي يعرف باسم "القيصر" قام بتهريب الصور من سوريا فيما بين عام 2011 ومنتصف عام 2013، وأن فريقاً من المحققين قام بفحص 5500 صورة لنحو 1300 شخص. وقال دبلوماسي أوروبي: "إنه تمت مناقشة مشروع القرار بين باريس وواشنطن ولندن في وقت سابق، وسيوزع على بقية أعضاء مجلس الأمن الثلاثاء". وقال أستاذ القانون في جامعة سيراكوزا ديفيد كرين: "إن القيصر كان رقيبا كبيرا في الجيش السوري وأمضى 13 عاما في العمل كمصور في مجال الطب الشرعي". وعمل خلال الفترة بين سبتمبر ايلول 2011 وأغسطس آب 2013 في مستشفى عسكري والتقط صورا لجثث في ثلاثة مراكز اعتقال بمنطقة دمشق، وقام بتهريب نسخ من تلك الصور إلى خارج المستشفى بواسطة شرائح ذاكرة رقمية خبأها في حذائه. وقال كرين: "أصبح القيصر جاسوساً.. ستكون عملية إخراج القيصر من سوريا أحد أفلام هوليوود ذات يوم"، مشيراً إلى أنه تم وضع خطة مذهلة لإخراج القيصر من سوريا. وأضاف: "قالوا إنهم قتلوه وأبلغوا عائلته بأنهم قتلوه وأقامت العائلة جنازة فيما كان يجرى تهريبه خارج البلاد. وتم بعد ذلك نقل العائلة ولم شملها مرة أخرى مع القيصر.. القيصر بطل".