خيم الصمت على مجلس الأمن، اليوم، بعدما شاهد سفراء مجموعة من الصور المروعة ل(الحرب) الأهلية السورية، وتظهر الصور أشخاصا يعانون هزالا وعظامهم بارزة، فيما تظهر على بعضهم علامات خنق وتعذيب متكرر. وقال السفير الفرنسي جيرار أرو، إن الصمت دب في المكان، ثم بدأت الأسئلة بشأن مصداقية هذه الصور التي تقدم شهادة صامتة على وحشية الحرب الأهلية التي راح ضحيتها حتى الآن أكثر من 150 ألف قتيل. وعرض على أعضاء المجلس أكثر من 10 صور ظهرت للعلن في يناير الماضي، في إطار تقرير مولته الحكومة القطرية، وتضم هذه الصورة الجديدة نحو 12 جثة على الأقل موضوعة على أرضية مستودع، وملفوفة في أكياس بلاستيكية، فيما يقف بينها رجال يرتدون زيا عسكريا. ومن بين معدي التقرير، المدعي العام السابق بمحكمة سيراليون الخاصة ديفيد إم. كرين، وقال: إن هذه الصور تظهر أدلة دامغة على "القتل الممنهج"، مضيفا "جثث في الداخل والخارج، إنها عملية ممنهجة جدا ضد الإنسان، ولقد وضعت في ساحة انتظار السيارات؛ لأنها كانت كثيرة جدا ولا تستوعبها المشرحة. وتابع كرين قائلا: "لقد لقوا حتفهم جراء شهور من الجوع والتعذيب، ثم أعدم جميعهم تقريبا، أليس هذا يعيد إلى الأذهان صورا من تاخاو وأوشفيتز وبيرجن بيلسن؟". من جانبها، قالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سامانتا باور: إن صور الجثث البشعة تحمل علامات الجوع والخنق والضرب، وهو ما يشير إلى أن نظام الأسد نفذ عمليات قتل واسعة وممنهجة. وقالت فرنسا إن غالبية الصور التقطها مصور من الشرطة العسكرية في الجيش السوري يحمل الاسم المشفر "قيصر" الذي تمكن من تهريبها على رقائق ذاكرة إلكترونية عندما انشق عن الجيش. ونددت وزارة العدل السورية بالصور - والتقرير المرافق لها - ووصفتها بأنها "مسيسة وتفتقد للموضوعية والمهنية" وهي مجرد "مجموعة من الصور لأشخاص مجهولين، تبين أن بعضهم أجانب"، مضيفة أن بعض الأشخاص من المسلحين الذين قتلوا في المعارك فيما قتل آخرون على يد جماعات مسلحة أخرى.