القاهرة: ذكرت تحقيقات النيابة فى حادث تصادم قطارى منطقة العياط في محافظة 6 أكتوبر المصرية الشهر الماضي، أن تحليل عينة من دماء سائق القطار 152 أكد أنه تعاطى "الحشيش" أثناء أو قبل قيادته القطار، وتبين أن سائق القطار 188 عطل جهاز ال atc الذي يستقبل الإشارات. وذكرت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة أن السائق الأخير عطل الجهاز المذكور بشكل يدوى بأن أغلق "جزرة الهواء" المسئولة عن توقيف القطار وخلعها بعد تحركه من محطة مصر حتى لا يستقبل الجهاز أى إشارات، وتبين أن لجوء السائق إلى تعطيل الجهاز بطريق غير مباشر سببه صدور قرار من رئيس هيئة السكة الحديد فى 14 سبتمبر/ أيلول الماضى، بمعاقبة أى سائق يعطل أو يغلق الجهاز فى جراره، وبإغلاقه "الجزرة" يغلق الجهاز دون أن يكتشف أحد ما فعله. وكشفت اللجنة من خلال الفحص الفنى أن سرعة القطار قبل الاصطدام كانت 129 كيلو متراً فى الساعة، وجهاز ال atc تلقى إشارات أتوماتيكية بوجود عطل، لكنه عمل آليا، وأن عملية التوقف لم تكتمل بسبب فصل "الجزرة"، وأن التحرك الأتوماتيكى للجهاز وتعامله مع الإشارات قلل من سرعة القطار حتى وصل إلى 67 كيلو متراً فى الساعة وهو الأمر الذى منع زيادة عدد القتلى والمصابين. وكشفت اللجنة الفنية المشكلة بقرار من النائب العام أنه كان من الممكن لسائق 188 تفادى الحادث، خاصة أن عمل "محاكاة" للحادث، كشف إمكانية مشاهدة القطار المتوقف على بعد 700 متر رغم سوء الإضاءة، لأن شريط السكة الحديد فى هذه المنطقة بشكل عمودى وليس به منحنيات، وحددت النيابة جلسة بعد غد الاثنين لبدء محاكمة المتهمين الثمانية. وجاء الحادث الذي وقع في ال 24 من الشهر الماضي عندما توقف القطار رقم 152 المتجه من القاهرة إلى الفيوم أمام قرية جرزا بمدينة العياط جنوبالقاهرة نتيجة اصطدامه "بجاموسة" وتعطل لمدة نصف ساعة وتصادف قدوم القطار رقم 188 المتجه من القاهرة إلى أسيوط على نفس الخط فاصطدم بالقطار الأمامى مما أدى لتهشم العربة الخلفية تماما للقطار الأمامى وسقوط ما لايقل عن 18 شخصا وإصابة 30 آخرين . وما ضاعف من حجم الخسائر أن القطار رقم "152 " يطلق عليه اسم قطار الضواحى وهو القطار الذى يتميز ببطئه وتوقفه فى عدد كبير من المحطات ويستقله الفقراء وصغار الموظفين وعمال النظافة والبائعين الجائلين. الخسائر المبدئية لهيئة "السكك الحديدية" من جراء الحادث تراوحت بين ما يقرب من مليون جنيه إيرادات تذاكر وأكثر من 50 مليون جنيه نتيجة تحطم 3 عربات وتهشم الجرار المتسبب فى الحادث ، حسب مصدر بالهيئة، فى الوقت الذى ألغى فيه نحو 8 آلاف مسافر حجوزاتهم على القطارات من محطتى مصر والجيزة فور علمهم بالحاد.