أجرى وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الأربعاء، اتصالين هاتفين منفصلين بكل من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني، محمود عباس، "بغية الخروج من أزمة مفاوضات السلام القائمة"، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية. وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، على موقعها الإلكتروني، إلى أن كيري تناول في اتصاله مع نتنياهو دفع المفاوضات والآليات الواجب اتخاذها لاستمرارها، إلا أنها لم تعط أية تفاصيل حول اتصاله بعباس- حسبما نقلت وكالة الاناضول. وأضافت الصحيفة أن الاتصال الهاتفي جاء قبيل الاجتماع الثلاثي الذي عقده في القدس مساء الأربعاء: المبعوث الأمريكي مارتن إندك، ووزيرة العدل الإسرائيلية ومسؤولة ملف المفاوضات مع الجانب الفلسطيني تسيفي لفني، إضافة إلى كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات. وقال الموقع الإلكتروني للصحيفة إن اللقاء الثلاثي يأتي في سياق تقليل الفجوات بين الجانبين بعد التصعيد الذي أصاب مسيرة المفاوضات خلال الأيام الماضية. ونقل عن مصادر سياسية مقربة من المفاوضات قولها إن "لقاء ليفني بعريقات دليل على أن المفاوضات لم تنته بعد، وأن الفرصة لا زالت قائمة للوصول إلى قواسم مشتركة". ومؤخرًا، تصاعدت الأزمة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إثر مماطلة إسرائيل في إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى القدامي. وكانت إسرائيل وافقت على الإفراج عن 104 أسرى فلسطينيين معتقلين منذ ما قبل اتفاق أوسلو بين تل أبيب والسلطة الوطنية الفلسطينية عام 1993 على أربع دفعات، مقابل عدم طلب الجانب الفلسطيني عضوية مؤسسات الأممالمتحدة، ولاسيما محكمة العدل الدولية في لاهاي، بعد أن حصل في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012 على صفة "دولة مراقب غير عضو" في المنظمة الدولية. وبالفعل أفرجت إسرائيل عن ثلاث دفعات، غير أنها لم تفرج عن الدفعة الرابعة التي تضم 30 أسيرا، بينهم أسرى من فلسطينيي عام 1948 (إسرائيل)، كان من المقرر الإفراج عنهم مساء السبت. وهددت القيادة الفلسطينية بالتوقيع على انضمامها لعضوية المؤسسسات الدولية، في حال عدم الإفراج الفوري عن الدفعة الرابعة، وهو ما حدث فعلاً حيث قال عباس، الثلاثاء، في كلمة له عقب اجتماع القيادة الفلسطينية في رام الله: "كنا قد قلنا إننا سنتوجه إلى المؤسسات الدولية البالغ عددها 63 مؤسسة ومعاهدة واتفاقية، في حال أخلت إسرائيل، اول أمس الثلاثاء اتفقنا على التوقيع على أوراق الدخول في 15 منها". وزار كيري، مساء الإثنين، إسرائيل في زيارة وصفتها وسائل الإعلام الإسرائيلية ب"المهمة لإنقاذ المفاوضات" بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي. وعقب وصوله، اجتمع مع نتنياهو بالقدسالغربية، كما التقاه مجددًا صباح الثلاثاء وغادر دون مقابلة الرئيس الفلسطيني كما كان مقررًا في برنامج زيارته، بحسب صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية. واستأنف الجانبان المفاوضات في يوليو الماضي، برعاية أمريكية، على أمل التوصل إلى اتفاق سلام خلال 9 أشهر تنتهي يوم 29 أبريل المقبل. وبينما تريد إسرائيل والولايات المتحدة تمديد المفاوضات لمدة عام، تطالب السلطة الفلسطينية في المقابل بتجميد الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما ترفضه حكومة نتنياهو.