في دورتها الخامسة والعشرين المنعقدة في الكويت، وبعد اجتماعات تحضيرية اتسمت بدرجة عالية من التوتر والسخونة التي تشهدها دول العالم العربي فما بين الثورة السورية والوضع في البلاد، ومصر وحالة الاستقطاب والعنف الشديد فيها، بالإضافة للقضية الفلسطينية ودول الخليج وموقف قطر من جماعة الإخوان المسلمين بعد عزل الدكتور محمد مرسي والعديد من الملفات المطروحة تعقد القمة بالكويت. أجواء ملبدة بالغيوم وكيل وزارة المالية المساعد للشؤون الاقتصادية الكويتي سامي الصقعبي، إن "هذه القمة تهدف إلى معالجة كافة القضايا المتعلقة بالأمن القومي العربي بكافة جوانبه وبخاصة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وتنسيق السياسات العليا للدول العربية تجاه القضايا ذات الاهمية الاقليمية والدولية". "ستعقد القمة في ظل أجواء ملبدة بالغيوم" تعبير وصف به مرزوق علي الغانم،رئيس مجلس الأمة الكويتي، مؤكدا في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية وقت عقد القمة عصيب لكنه له أهمية قصوى وأكد أن الكويت تقوم بجهود حثيثة لحل وتطويق الخلافات بين الدول العربية. فرصة جيدة للتوافق واعتبر رئيس الوزراء التونسي مهدي جمعة إن القمة العربية تعتبر "فرصة لتجديد الآمال وتحقيق التوافق العربي"، مشيرا إلى حرص تونس على التمثيل الدبلوماسي على أعلى مستوى في القمة وذلك "نظرا لما تحظى به من أهمية خاصة في ظل التطورات والخلافات التي تشهدها بعض الدول العربية". المصالحة مستبعدة من جهته أكد نبيل فهمي وزير الخارجية في مؤتمر صحفي قبل أيام إنه لا يتوقع أن تتم مصالحة عربية في القمة، مضيفا أن فكرة خروج جميع الأطراف من قمة الكويت بقناعة أن الأمور تمت تسويتها غير متوقعة لأن "الجرح عميق". لافتا إلى أنه "وحتى إذا توصلنا إلى صيغة وهذا مستبعد، نحتاج جميعا إلى فترة لكي نقيم ترجمة هذه الصيغة إلى التزام حقيقي بمواقف وخطوات تنفيذية تعكس تغييرا في السياسات. الملف السوري صاحب الأولوية ووسط حالة الانقسام التي يعيشها الشارع العربي قرر مجلس جامعة الدول العربية دعوة أحمد الجربا رئيس الائتلاف الوطني السوري لحضور القمة، بعدما قررت قمة الدوحة والمجلس الوزاري العربي مارس العام الماضي، الاعتراف بالائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السوريةممثلا شرعيا وحيدا للشعب السوري. أحمد بن حلي،نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية قال في تصريحاته أن مقعد سوريا "سيبقى شاغرا" في القمة وساد خلاف حاد خلال اجتماع المندوبين الدائمين لدى الجامعة العربية. وقال محمد السرميني عضو الائتلاف الوطني السوري وفقا لما نشرته صحيفة عكاظ السعودية إن "القمة العربية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت سابق بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في المأساة الكبرى التي يعيشها وليس بالبيانات فحسب بل بالوقوف الداعم ماديا وسياسيا وعسكريا." تخفيض التمثيل الإماراتي في ظل حالة الترقب وتصريحات تشير إلى أهمية عقد القمة في مثل هذه الظروف، أعلنت الإمارات تخفيض تمثيلها الدبلوماسي في القمة، فمن المقرر أن يترأس الشيخ حمد بن محمد الشرقي حاكم الفجيرة وفد الإمارات المشارك في القمة. الأمر الذي فسره مراقبون بسبب سحب السعودية والبحرينوالإمارات لسفرائهم من قطر، كخطوة استباقية لقطع أي كل السبل لحل الأزمة القائمة بين دول الخليج، لكن البعض اعتبر أن الأمر يرجع غضبا من الكويت ذاتها بسبب اتخاذها نفس الموقف ضد قطر. قمة الانقسام العربي المحلل السياسي اللبناني أمين قمورية أكد أن القمة ستكون "قمة الانقسام العربي" وستخلص إلى دعوات لحل الخلافات في المنطقة لكن دون مضمون موحد متفق عليه من قبل القادرة، مؤكدا أن محاولة رأب الصدع في قضية الخلاف الخليجي مع قطر ستصطدم بصعوبات. وأوضح في تصريحات صحفية أن الملف السوري يكون أيضا دافعا ل"مزيد من الانقسام في هذه القمة"، متوقعا أن لا تتمثل سوريا في قمة الكويت،لا بوفد من المعارضة ولا بوفد من النظام، وأن الحضور سيتفقون ظاهريا على ضرورة حل الأزمة السورية بالحوار والطرق السياسية، لكن الخلاف سيتعمق حول مصير النظام ودعم المعارضة بالسلاح. وأضاف أن الملف النووي الإيراني سيكون ضمن أجندة القمة، معتبر أن قطر وعمان والإمارات ترحب بالانفتاح مع إيران، في حين يعارض ذلك البحرين والسعودية، بالإضافة للقضية الفلسطينية والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني ورفض تهويد القدس. اقرأ فى هذا الملف * الأعمال التحضيرية ناقشت قائمة الأزمات العربية * قمة الكويت .. لعبة الكراسي الخاوية تطيح بأحلام رأب الصدع العربي * توقعات بفشل محاولات لم الشمل العربي .. والكويت تحاول السيطرة على الموقف ** بداية الملف