قال الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، إن هناك حاجة ماسة إلى تنقية الأجواء العربية والاستفادة من انعقاد القمة. وحذر العربي من تأثير الخلافات على قرارات قمة القادة العرب في دورتها الخامسة والعشرين بالكويت الثلاثاء والأربعاء المقبلين، بحسب ما نقلته وسائل إعلام مصرية. وقبل يومين من القمة، أدلى وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، بتصريح يؤكد على ما يبدو وقوع ما حذر منه العربي. ففي مؤتمر صحفي أمس الأحد، استبعد فهمي حدوث مصالحة في القمة العربية، قائلاً: "لا أتوقع أن نخرج من قمة الكويت والأطراف مقتنعة بأن الأمور تمت تسويتها، لأن الجرح عميق". وتتهم مصر دولة قطر بدعم جماعة الإخوان المسلمين، المنتمي إليها محمد مرسي الرئيس السابق، الذي أطاح به قادة الجيش، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، في يوليو الماضي. يشارك أنصار لجماعة الإخوان في مظاهرات رفض للسلطة الحالية واحتجاج على ما يعتبرونه "انقلاباً عسكرياً" ويراه مؤيدون للسلطة "ثورة شعبية". وأعلنت الحكومة المصرية الجماعة "منظمة إرهابية" في ديسمبر الماضي. وفي الخامس من الشهر الجاري، سحبت السعودية والإمارات والبحرين، الداعمة للسلطة الحالية في القاهرة، سفرائها من الدوحة، احتجاجاً على ما تعتبره تدخلاً قطريًا في شئونها. وفي أكثر من مناسبة، قال مسئولون مصريون إن السفير المصري لدى قطر، والذي استدعته القاهرة احتجاجا، لن يعود إلى الدوحة "في الوقت الحالي". وإضافةً إلى الخلاف بين القاهرةوالدوحة، والخلاف بين الأخيرة وكلاً من الرياض وأبو ظبي والمنامة، وقع تراشق لفظي بين العراق والسعودية بشأن عمليات قوات الأمن العراقية في محافظة الأنبار، ذات الأغلبية السنية، غربي العراق. وخيمت تلك الخلافات على أجواء ما قبل القمة، فلم يستطع وزراء الخارجية العرب، في اجتماعاتهم التحضيرية للقمة أمس الأحد، حسم قرار كانت قد اتخذ قمة الدوحة في مارس الماضي، بمنح الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية مقعد سوريا المجمد في الجامعة العربية. وجاء عدم الحسم رغم تشكيل الائتلاف هيئة تنفيذية، وهي الحكومة المؤقتة، في تلبية للشرط الذي كان وزراء الخارجية العرب قد وضعوه في القمة الماضية لمنح الائتلاف مقعد سوريا المجمد. وخلال الاجتماعات التحضيرية، جددت السعودية موقفها الداعي إلى تسليم الائتلاف مقعد سوريا، وهو ما آثار اعتراض دول أخرى رفضت اختزال الأزمة السورية في قضية شغل المقعد، بحسب تقارير إعلامية. وترفض دول عربية، بينها العراق ولبنان والجزائر، تسليم مقعد سوريا إلى ائتلاف المعارضة، وسط أنباء عن رفض مصر هي الأخرى هذا الأمر خلال المناقشات التحضيرية. وأعرب مصدر في الائتلاف السوري عن خشيته من انعكاس هذه الخلافات على الموقف العربي من القضية السورية التي ستكون محل نقاش في القمة، والتفاعل مع ما سيبديه رئيس الائتلاف أحمد الجربا من طلبات في كلمته بالقمة. ومضى المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، قائلاً:" نتوقع الحصول على دعم إنساني (مساعدات)، لكننا لا نتوقع أي تغيير في المواقف بشأن دعم المعارضة السورية بالسلاح. وتمر الأزمة السورية بمنعطف خطير بعد فشل الجولة الأولى والثانية من مفاوضات "جنيف 2" ليصبح المجتمع الدولي والعربي مطالبا بالبحث عن طريق للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية. "غير أن هذا الحل لا يمكن الوصول إليه إلا بدعم المعارضة السورية بالسلاح النوعي، وهو مضادات طائرات "، بحسب فايز سارة المستشار الإعلامي لرئيس الائتلاف السوري، في تصريحات سابقة لوكالة الأناضول. وتابع سارة، نحن نحتاج دعما عربيا بالسلاح النوعي لإحداث تغيير في موازين القوى يجبر النظام على التفاوض جديا حول حل سياسي. ولا تقتصر الخلافات العربية على الملف السوري فقط، إذ أثار الطلب المصري بتفعيل اتفاقية مكافحة الإرهاب العربية الموقعة عام 1998، خلافات في الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية. ونقلت صحف ومواقع الكترونية عربية عن مصادر دبلوماسية أن جهودًا مصرية وإماراتية وسعودية بُذلت من أجل إقحام ملف اعتبار جماعة الإخوان المسلمين "منظمة إرهابية" ضمن موضوعات القمة، لكنها فشلت بسبب رفض الكويت وعدد من الدول الخليجية والعربية لذلك. وأرجعت هذه المصادر فشل الجهود المصرية والإماراتية والسعودية إلى طبيعة السياسة الكويتية، ومشاركة الإخوان في الكويت بقوة في البرلمان. ووسط هذه الأجواء المليئة بالخلافات في الرؤى والمواقف والتوتر في العلاقات، تنطلق القمة العربية بعد ساعات، ليصبح وصولها على الأقل إلى مصالحة عربية، هو قمة النجاح، في رأي جواد الحمد، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط في الأردن. ومضى الحمد قائلاً، في حديث مع وكالة الأناضول: "للأسف لن يكتب للقمة النجاح، إذا لم تحدث المصالحة العربية. وتوقع أن تبذل الكويت جهدا في تحقيق المصالحة بين الفرقاء العرب في ظل رئاسة أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للقمة، وهو "رجل حكيم ومتوازن"، بحسب الحمد. ويشارك في قمة الكويت 14 قائد دولة عربية، بينما يغيب ثمانية من الرؤساء والأمراء والملوك، بينهم أربعة يغيبون نظرا لظروفهم الصحية. وتناقش القمة العربية عدم ملفات على رأسها مكافحة الإرهاب، والأوضاع في سوريا وفلسطين، فضلا عن جهود تطوير الجامعة العربية ودعم التعاون الاقتصادي بين دولها.