قال رئيس الحكومة التونسية السابقة علي العريض، اليوم الخميس، إن الحكومة الحالية برئاسة مهدي جمعة "ستواصل الإصلاح"، داعيا "الجميع إلى مساعدتها". جاء ذلك في كلمة ألقاها العريض، خلال تظاهرة احتفالية بالعاصمة تونس؛ اليوم -حسب وكالة "الأناضول"- ، نظمتها حركة "النهضة" الإسلامية، ذات الأغلبية النيابية بالمجلس الوطني التأسيسي، إحياءً للذكرى ال58 لاستقلال تونس. ودعا العريض في كلمته، إلى ضرورة دعم حكومة جمعة، قائلا: "على الجميع مساعدة الحكومة الحالية وكل الأطراف التي تسعى إلى الوصول بالبلاد إلى الاستقرار وتركيز دولة حرة". ورأى أن حكومته قامت "بالعديد من الإصلاحات في مختلف المجالات منها الجباية (الضرائب) والاستثمار وحل العديد من القضايا الاجتماعية الشائكة"، معتبرا أن "الحكومة الحالية ستواصل في نفس النهج الإصلاحي". وأشاد العريض ب"أهمية الانجازات التي قامت بها الحكومات المتعاقبة على تونس منذ الثورة (نهاية 2010 ومطلع 2011) وخصوصا على المستوى الاجتماعي"، مضيفا "أقدمنا على المستوى الاجتماعي بمعالجة مختلف القضايا وخاصة منها البطالة". وبحسب العريض، فإن حكومة جمعة "تعمل ليلا نهار من أجل الحد من البطالة"، معتبرا أن "الشغل هو الكرامة فضلا عن أنه أحد أهم مطالب الثورة التونسية". واعتبر رئيس الحكومة السابقة "دستور الجمهورية الثانية في تونس (أقر في يناير الماضي) يعد مشروعا مجتمعيا يحتاج إلى تجسيمه وتطبيقه على أرض الواقع في قادم الأعوام". وقال "حافظنا على الحرية وحققناها وجسمناها في بنود (مواد) الدستور، ونتطلع كذلك إلى انجاز انتخابات حرة، ونزيهة ككل الدول الديمقراطية في العالم". وخلال الفعالية التي تم نظمتها "النهضة"، وسط تعزيزات أمنية مكثفة بمناسبة استقلال تونس، وسط شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، رفع أنصار الحركة، أعلام تونس ورايات النهضة وشعارات رابعة (التي يرفعها أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي)، هاتفين شعارات من قبيل: "أحرار أحرار.. حنكمل (سنكمل) المشوار"، و"أوفياء أوفياء لدماء الشهداء". وشهد الاحتفال بالذكرى ال58 لاستقلال تونس عن الاحتلال الفرنسي (20 مارس/آذار 1956)، مهرجانا خطابيا لقيادات الحركة ضم بجانب العريض كلمة لعبد الكريم الهاروني وزير النقل في الحكومة السابقة. واعتبر رئيس الحكومة السابقة أن "الحرية في تاريخ الشعوب تعد منعرجا تاريخيا خطيرا وهي قيمة لا يمكنها أن تقاس لا بالاقتصاد أو الثقافة أو حتى بالأمن". وشدد على أنه "لا وجود لدولة دخلت تحت غطاء الحرية وتوغلت فيها ثم عادت بعد ذلك إلى الاستبداد"، مضيفا "لا وجود لبلد دخل مسار الحرية لا وعرف نهضة شاملة في كل القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وغيرها". وبحسب العريض فإن حصيلة الانجازات التي قامت بها تونس بعد 3 سنوات من الثورة "تعد مشجعة"، واستدرك مضيفا "من حق الشعب التونسي أن يفتخر بتحقيقها كما افتخر بانجازات أجداده الذين حرروا تونس من الاستعمار الفرنسي". ورأى العريض أن "الشعب التونسي بكل مكوناته المدنية والسياسية يزداد شيئا فشيئا التعود على ممارسة حرياته في كنف النظام والديمقراطية"، قبل أن يضيف "تونس أخذت طريقها نحو الديمقراطية". ووصف العريض، حركة النهضة، التي ينتمي إليها بأنها "تعتبر حزبا مسئولا همه الأول حفظ الحرية وتكريسها والتقدم بالبلاد في المسار الديمقراطي"، مضيفا "النهضة تعتبر أن الحرية تعد الطريقة المثلى لإيجاد حلول لمختلف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية والأمنية".