صادق المجلس الوطنى التأسيسى، ظهر اليوم الأربعاء، على منح الثقة للحكومة الجديدة التى يترأسها على العريض، بأغلبية 139 صوتًا واعتراض 45 نائبًا واحتفاظ13 نائبًا بأصواتهم. وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن نواب المجلس واصلوا صباح اليوم مناقشتهم لبرنامج الحكومة الجديدة قبل منحها الثقة وإبداء الرأى حول توجهاتها العامة، إذ تراوحت مواقفهم وآراؤهم بين منتقد لما تضمنه هذا البرنامج ومؤمن بنجاحها. وقال النواب المنتقدون لبرنامج الحكومة إن ما تم عرضه عليهم من توجهات وخطط "يعد بعيدا عن متطلبات المرحلة وما تتطلبه من معالجة متأكدة لغلاء الأسعار وإعادة الشعور بالأمن للمواطنين والهيبة لمؤسسات الدولة، فضلا عن التصدى للعنف أيا كان مأتاه ولعمليات التهريب المنظمة للأسلحة باتجاه البلاد"، وفق تعبيرهم. وفى هذا الصدد اعتبر فاضل موسى (الكتلة الديمقراطية) أن حكومة على لعريض "تعد امتدادا للحكومة السابقة"، مشيرا إلى أن تنفيذ برنامج الحكومة الجديدة "يتطلب سنوات لإنجازه وليس شهور"، وهو ما شاطره الرأى فيه محمد ابراهمى (حركة الشعب) الذى لاحظ بدوره أن كل ما تضمنه برنامج حكومة لعريض "ينبئ بفشلها"، مما جعله يعلن عدم تصويته لفائدتها. ودعا عبد الرزاق الخلولى (كتلة الحرية والكرامة)، الحكومة الجديدة لوضع برنامج عمل "يستجيب لتطلعات الشعب ويتناغم مع مشاغلهم وهمومهم الحقيقية". وأبدت سامية عبو (حزب المؤتمر) استغرابها من جود وزراء قالت إنهم "لم ينجحوا فى مهامهم على رأس وزارات فى الحكومة المستقيلة، ضمن التركيبة المقترحة فى الحكومة الجديدة، مطالبة بضرورة التصويت على كل وزير قبل المصادقة على كامل التركيبة الحكومية. وقال شكرى يعيش (الكتلة الديمقراطية) "ماذا حقق الوزراء السابقون للشئون الدينية والمرأة والعدل والثقافة لنجدهم فى التركيبة الجديدة". كما انتقد المولدى الزيدى (مستقل) مواصلة طارق ذياب لمهامه على رأس وزارة الرياضة والشباب، وفى الإتجاه ذاته أشار رمضان الدغمانى (غير منتم إلى كتلة)، إلى وجود "وزراء فى الحكومة الجديدة يمثلون خطرا على الديمقراطية"، حسب رأيه. وانتقدت كل من سعاد عبد الرحيم وفطوم الأسود (كتلة النهضة) "ضعف تمثيل المرأة فى التركيبة الحكومية المقترحة" ودعتا الحكومة الجديدة إلى "تجسيم أهداف الثورة على أرض الواقع وإلى الابتعاد عن الشعارات والوعود الجوفاء". وعبر الشق المقابل والمساند لحكومة لعريض، ممثلا فى أحمد الخصخوصى (غير منتم إلى كتلة) والصحبى عتيق (النهضة) وإبراهيم القصاص (من غير المنتمين إلى كتل) عن تمنياتهم بالتوفيق للحكومة الجديدة، مؤكدين أن نجاح حكومة على لعريض "هو نجاح لتونس كاملة وتجاوز لفترة الفراغ التى تمر بها البلاد منذ استقالة حكومة حمادى الجبالي".