وصف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، عمليات التنصت على مسؤولين في الحكومة بالعمل المشين المناف لأسس وتقاليد الدولة التركية. ذكرت وكالة "الأناضول" للأنباء أن تصريحات أوغلو جاءت خلال لقاء مع قناة 24 التلفزيونية التركية، حيث أوضح داود أوغلو أن القيام بالتنصت يجب أن تكون ضمن إطار قانوني، و لملاحقة مجموعات الجريمة المنظمة، مضيفاً "حين يكون التنصت على رئيس وزراء انتخبته الإرادة الشعبية فهذا يدعو إلى التساؤل عن نوايا من قام به" وعبر داود أوغلو عن أسفه لقيام حركة "فتح الله جولن" من خلال "أنشطتها المشبوهة الأخيرة بتدمير اللبنات الخيرة، التي رفعتهاعلى أكتاف أشخاص مخلصين"، معتبراً أن الحركة مسحت الأثر الإيجابي المتراكم عبر عقود في وقت قصير جداً. وانتقد داود أوغلو سياسة النشر المتبعة لدى وسائل إعلام جماعة "غولن" القائمة على "توجيه الانتقاد لسياسة الحكومة التركية تجاه سوريا، دون توجيه أدنى إدانة لنظام بشار الأسد"، وقيام صحفها الناطقة بالإنكليزية "بتسليط الضوء على علاقات تركيا مع إيران، و إظهار الحكومة وكأنها داعمة للإرهاب، في مسعى لتعريض تركيا للانتقادات الغربية"، إذ استشهد داود أوغلو بالعملية الأمنية التي تعرضت لها شاحنة مساعدات تركية إلى سوريا، ونشر صحف الجماعة أخبارا عن أنها كانت تنقل مساعدات للإرهابيين، وذلك قبيل توجه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان إلى بروكسل و جنيف، للقاء قادة أوروبيين، لافتاً إلى أن "تفتيش شاحنة المساعدات تدل بوضوح على وجود تعاون بين حركة غولن والنظام السوري، ليس بالضرورة أن يكون ذو طبيعة استخباراتية، بل هو تواطؤ باتجاه أهداف ومصالح مشتركة للجانبين". يذكر أن الحكومة التركية تتهم عناصر من جماعة غولن - التي تصفه بالكيان الموازي - بالتنصت على مكالمات كبار المسؤولين في الحكومة من خلال تغلغلها في مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها سلكي الأمن والقضاء، وتوعد أردوغان غير مرة بمحاسبة المسوؤليين على العمليات المذكورة، ووصفها إياها بجريمة التجسس التي يجب معاقبة مرتكبيها.