رام الله: اعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" عزام الأحمد إن إصرار الرئيس الفلسطيني محمود عباس على ترشيح سلام فياض لرئاسة الحكومة خلال الفترة الانتقالية يعطل المصالحة الفلسطينية،موضحا انه سيصل اليوم الاربعاء الى القاهرة لترتيب لقاء قريب بين "فتح و"حماس". وذكرت وكالة "سما" الفلسطينية ان الأحمد توقع "التوصل قريبا إلى مخرج لهذه الأزمة"،نافيا أن يكون العامل الخارجي مقررا في شأن المصالحة. كما نفى ما تردد عن نية "فتح" تأجيل حسم ملف الحكومة إلى ما بعد شهر سبتمبر/أيلول المقبل. ودعا الأحمد الى "عدم السماح بأن تكون مسألة الأسماء حائلا وعائقا في وجه إنجاز المصالحة"، وانتقد بعض الفلسطينيين الذين يرون أن فياض قادر وحده أن يأتي بالأموال الى السلطة، لأن أموال الدعم لا تتوقف على فياض ولا غيره. وأشار الى أنه "حتى الرئيس الراحل ياسر عرفات لم تكن الأمور تتوقف عليه. فأي دعم مالي أو سياسي نحصل عليه هو نتاج نضالات الشعب الفلسطيني. فالدول لا تبني علاقاتها على شخص بعينه. قد نفاضل بين الأشخاص لكن قطعاً الأمر لا يمكن أن يكون مقتصرا على شخص من دون غيره». وفي سياق آخر،قال الأحمد إن "الموقف الأمريكي الرسمي والمعلن أنهم معنيون تماما بالموقف السياسي لأي حكومة فلسطينية بغض النظر عن هوية رئيسها. وهذا يعني أن شغل فياض لرئاسة الحكومة المقبلة لن يحميها من الحصار إذا كانت هناك نية لفرضه". وأوضح أن "الأمريكيين يقولون إنهم يريدون حكومة تلتزم بالتزامات منظمة التحرير وترفض الإرهاب وتنبذ العنف وتعترف بإسرائيل بغض النظر عمن سيرأسها"، واصفا هذا الموقف الأمريكي بأنه "ليس منطقيا لأن طلبهم غير مشروع". وقال: "ليس من حقهم أن يفرضوا علينا ذلك لأن السلطة الفلسطينية ليست لها علاقة سواء بالمفاوضات أو بالشأن السياسي ككل، وهذه منوطة فقط بمنظمة التحرير"،معتبرا أن "ذلك الموقف يشكل وسيلة من الأمريكيين لمنع المصالحة". وأقر الأحمد بأن الرئيس عباس تصلب في موقفه بتمسكه بفياض مرشحا لرئاسة الحكومة "بسبب إشارات من أصوات في حركة حماس تفيد بعدم معارضتها فياض، وكذلك إشارات من جهات أجنبية نقلت إلى أبو مازن تحمل المضمون ذاته، جعلته يعتقد بأنه بإمكان حماس أن تقبل بفياض لرئاسة الحكومة"، موضحا أن "حركة فتح طرحت اسم فياض باعتباره أحد المرشحين، لكن الرئيس أبو مازن اعتبره أفضلهم". وأعرب الأحمد عن تفاؤله في تجاوز هذه العقدة قريبا وقال إن "فياض نفسه أكد أنه إذا لم يجد هناك توافقا على اسمه فسينسحب لإدراكه بأن المصلحة الوطنية فوق الأشخاص، وأنه لا يجوز أن تتوقف المصالحة على شخص والأهم من ذلك أن حق الشعب الفلسطيني علينا أن نعمل سوياً من أجل إنجاز المصالحة وتجاوز أية عقبات قد تقف في طريقها". ونفى الأحمد ما تردد عن نية حركة "فتح" تأجيل حسم ملف الحكومة إلى ما بعد شهر سبتمبر/أيلول المقبل حرصا على إنجاح استحقاق سبتمبر/أيلول الذي تسعى خلاله السلطة الفلسطينية التوجه الى الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967، لافتا إلى أن "الذهاب إلى الأممالمتحدة موحدين في حكومة واحدة سيقطع الطريق على كل من إسرائيل والولاياتالمتحدة من استغلال حال الانقسام لتحريض الدول لعدم التصويت لصالحنا". وانتقد الأحمد أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه لتصريحه القائل "بأن العامل الخارجي مقرر"، وقال: "أرفض هذا المنطق. فنحن قدمنا عشرات الآلاف من الشهداء في الثورة الفلسطينية فقط من أجل الدفاع والحفاظ على استقلالية القرار الفلسطيني. وهذا الأمر نعتز به كثيراً داخل حركة فتح". وشدد على أهمية التشاور مع كل القوى الفلسطينية، لافتاً الى أنه بعد الخروج من المأزق الحالي والتوافق مع حركة "حماس" على ملف الحكومة ستتم العودة إلى جميع الفصائل الفلسطينية بلا استثناء، "لأن الاجتماعات التي تجري بين حركتي فتح وحماس لا تعني المحاصصة على الإطلاق". وأشار الأحمد إلى إنه سيتوجه إلى القاهرة اليوم لإجراء محادثات مع المسئولين المصريين والبحث في الاقتراحات لتحريك ملف المصالحة تمهيدا لعقد لقاء يجمع بين «فتح» و "حماس". وأوضح أنه تم تأجيل زيارة مقررة للرئيس عباس الى القاهرة للتشاور مع المسئولين المصريين في هذا الأمر بسبب التطورات الداخلية الأخيرة التي جرت في مصر. وحذر الأحمد من أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل ستقفان حجر عثرة أمام المصالحة، لأنهما لا تريدان الوحدة للشعب الفلسطيني، متهماً الدولتين بأنهما خططا للانقسام الذي جرى بين غزة والضفة الغربية. وأكد "لو توصلت المفاوضات إلى اتفاق سلام يؤدي إلى حل الدولتين فإنه لن ينفذ إذا كان هناك انقسام. لذلك يريد الجانبان الأميركي والإسرائيلي استمرار الانقسام".