قنوات أفريقيا و(أفريكوم ) جاسم الجاسم الأطماع الأمريكية في إفريقيا لا تخفي علي احد فهي تسعي للاستيلاء علي الميراث الاستعماري الأوروبي. وقد زفت وزارة الدفاع الأمريكية البنتاجون موخرا بشري سارة لشعوب إفريقيا للتخلص من همومهم فقريبا ستأتي جحافل الجيش الأمريكي لبدء معركة مسلحة لكسب القلوب والعقول واصطياد المشتبه فيهم من الإرهابيين علي حد قول مجلة نيوزويك الأمريكية. فالبنتاجون تستعد حاليا لإقامة قاعدة عسكرية كبري تكون مقرا لأول قيادة استراتيجية أمريكية بالقارة السوداء وتسمي افريكوم حيث ستدمج البرامج الإنسانية والاقتصادية والدبلوماسية في الخطط العسكرية التي يضعها وينفذها الجيش الأمريكي جيوش الاستعمار الجديد ولم ينس المستعمرون الجدد أن يؤكدوا أن الحملة العسكرية الجديدة ستكون قريبة من الشعوب لأنها تتضمن فرقا للشؤون المدنية ستكون مهمتها حفر الآبار وبناء المدارس. ومد الجسور. وتمهيد الطرق. واقامة محطات توليد كهرباء لإنارة القارة التي وصموها منذ قرون بالمظلمة وأيضا تدريب الأفارقة لإعادة صياغة عقولهم لتتكيف مع النهج الاستعماري الأمريكي. البشري الأمريكية المسمومة لم ترق للعقلاء الأفارقة في ضوء السجل الأمريكي الأسود خاصة في منطقة القرن الإفريقي فالتدخلات العسكرية الأمريكية قوضت استقرار المنطقة وأشعلت الحروب فيها. ودعمت أنظمة دكتاتورية تقمع شعوبها. لذلك من الصعوبة أن تسوق واشنطن الافريكوم علي أنها قوة سلام. وقد دعا وزير دفاع جنوب إفريقيا إلي فرض حظر في القارة علي أفريكوم مطالبا دول الجنوب الإفريقي ال 14 دولة برفض وجود قوات أجنبية علي أراضيها. ورفض مسؤولون كبار بجنوب إفريقيا استقبال الجنرال ويليام وارد الذي رشحه الرئيس بوش لقيادة أفريكوم . أظهر العديد من القادة الأفارقة عدم رغبتهم في تواجد القوات الأمريكية لأن تدفق الأسلحة سيتفوق علي تدفق المساعدات. إضافة إلي أن خطط مكافحة الإرهاب الأمريكية ستؤدي إلي المزيد من زعزعة الاستقرار في القارة المنكوبة بالحروب الأهلية والانقلابات العسكرية. وبدورنا ندعم التوجه العقلاني الافريقي الرافض للغزو الأمريكي.. ونضع أمام أعينهم الفشل الأمريكي في كل من العراق وأفغانستان حيث يتعرض شعبا البلدين للقتل والإذلال والطرد والتشريد علي يد الجنود الأمريكيين مستخدمين قوتهم الغاشمة ويقف الدمار الشامل في هذين البلدين شاهدا حيا علي فشل المزاعم الأمريكية بأن الغزو يحل معه الديمقراطية والتنمية والرفاهية. فالحملة الأمريكيةالجديدة التي تتخفي كالعادة تحت مسمي مكافحة الإرهاب تدخل في إطار خطط تم وضعها منذ عدة عقود وقبل أحداث 11 سبتمبر لفرض الهيمنة الأمريكية علي العالم دون منازع. فالأفريكوم تهدف أساسا لمواجهة التواجد الصيني المتزايد في إفريقيا الذي يحظي بالقبول في اطار من الشراكة الإفريقية الصينية ويعزز هذه الشراكة عدم وجود عسكري صيني واحد في القارة. وقد أعرب مسؤول أمني أمريكي عن مخاوفه لأن الصين لديها سفارات وقنصليات في إفريقيا أكثر من أمريكا وبالتالي مواقع تنصت واستخبارات أكثر وقد زاد من التخوف الأمريكي الأرقام التي تتحدث عن بلوغ الصادرات الصينية إلي إفريقيا سقف ال 40 مليار دولار عام 2006 ويؤكد الخبراء أن الهدف الحقيقي للحملة يهدف أيضا لتأمين إمدادات النفط حيث تحصل حاليا علي 10% من احتياجاتها النفطية من افريقيا وتعمل علي زيادتها إلي 25% بحلول عام 2015 الغريب أن الأمريكان يرفضون الأطماع الصينية في نفط إفريقيا الذي تعتبره أمريكا نفطها. عن صحيفة الراية القطرية 16/8/2008