لن تختلف ابدا مواقف المرشحين الديمقراطي والجمهوري في انتخابات الرئاسة الأمريكية عند التعامل مع قضايا الشرق الأوسط وبلدان القارة الافريقية حتي لو كان الرئيس الأمريكي القادم من اصول مسلمة أو افريقية التوترات السياسية الحالية التي تمر بها بعض البلدان الافريقية مثل السودان وتشاد والكونجو والصومال وزيمبابوي وغيرها, كلها تقطع بأن الدور العسكري للولايات المتحدة في القارة الافريقية سيتزايد في السنوات القليلة المقبلة, بغض النظر عن اسم الرئيس القادم أوباما أو ماكين. وزارة الدفاع الأمريكية اخذت المبادرة وقامت بتشكيل وحدة عسكرية ضخمة متخصصة في شئون الدول الافريقية من انقلابات عسكرية وكوارث انسانية وحروب أهلية وامراض وفقر, وايضا محاربة الإرهاب وتأمين منابع البترول والثروات الطبيعية التي تزخر بها القارة المتعبة! ماري كارلين ييتس نائب رئيس القوة الافريقية الأمريكية للشئون المدنية العسكرية افريكوم قالت إن المشاورات التي اجرتها في مصر وعدد من البلدان الافريقية منذ فترة خرجت منها برسائل متباينة لكن هاجسها الأول الذي حاولت تبديده هو ان الولاياتالمتحدة ليست بصدد اقامة قواعد عسكرية أمريكية في افريقيا اننا فقط نريد ان نساعدهم علي احلال الأمن والاستقرار في القارة الملتهبة دوما بالصراعات العرقية والنزاعات والانقلابات العسكرية, ولاتوجد لنا اية اطماع. فقط نريد اقامة شراكات اقليمية وثنائية معهم من أجل تنسيق المصالح الأمنية والعسكرية لدول القارة وللولايات المتحدة.! هكذا بدأت نائب رئيس القوة الافريقية الأمريكية للشئون المدنية العسكرية افريكوم حديثها عندما التقيتها خلال زيارة قصيرة لها في نيويورك, حيث تركز الحوار حول نقل القيادة العسكرية الأمريكية في افريقيا من مدينة شتوتجارت الالمانية إلي احدي الدول الافريقية. وقد أثارت هذه الخطوة الكثير من الشكوك في النوايا الحقيقية لإشاء افريكوم وزرعها في افريقيا بهدف محاربة الإرهاب عبر التنسيق مع الانظمة الصديقة, وتأمين المصالح الأمريكية في دول القارة, فضلا عن حراسة موارد البترول والثروات الطبيعية التي تزخر بها القارة السوداء. وتعد افريكوم أول قيادة استراتيجية امريكية جديدة منذ2002 وبإنشائها يتم دمج البرامج الدبلوماسية والاقتصادية والانسانية القائمة في رؤية امريكية موحدة بهدف جمع المعلومات الاستخباراتية وحماية المصالح الأمريكية بالدرجة الأولي لكن السفير الأمريكي ماري يتس نفت في حوارها كل ذلك. وقالت إن إنشاء قيادة عسكرية أمريكية جديدة خاصة بافريقيا افريكوم لايعني ابدا زيادة عدد القوات الأمريكية في بلدان القارة, بل تشجيع اهدافنا المشتركة المتعلقة بتحقيق التنمية والرعاية الصحية والتعليم والديمقراطية والنمو الاقتصادي في افريقيا. وهل اتخذتم قرارا نهائيا بالمركز الرئيسي لهذه القوات في افريقيا؟ نحن مازلنا نتشاور مع القادة الافارقة, حول افضل السبل التي يمكن ان تواجه بها قيادة افريقيا الجديدة التحديات الامنية, وبالرغم من الرسائل العكسية التي وصلتنا من بعض دول القارة حول انشاء القوة, فإننا سوف نتعاون مع شركائنا الافارقة لاتخاذ قرار بشأن الموقع المناسب لمقر القيادة العسكرية الجديدة. وكيف ستعمل هذه القوة الجديدة مع بقية قواتكم المنتشرة في أرجاء القارة؟ أولا أود ان أؤكد ان افريكوم لن تؤدي إلي زيادة القوات الأمريكية علي نطاق واسع في افريقيا, وقد ابلغنا ذلك للقادة الافارقة, خاصة انه يوجد حاليا عدة آلاف من الجنود الأمريكيين كجزء من مناورات منتظمة وبرامج تدريب مع عدد من البلدان الصديقة, وسوف تستمر هذه الترتيبات مع تغييرات طفيفة. لكنني لم افهم بعد الدافع الرئيسي لعمل هذه القوة العسكرية الجديدة؟ وماهي علاقاتها باعمال هي من صميم وظيفة وزارات الخارجية؟ كما قلت لك ليس لنا اي دور عسكري بالمعني المفهوم, ولن نتدخل ابدا في الصراعات القائمة.. اننا فقط سوف نساعد في اقرار الأمن والاستقرار بالقارة من خلال التنسيق مع بقية الادارات الأمريكية المعنية ببناء المؤسسات وتقديم المعونات الانسانية وتأكيد رشادة الحكم في بلدان القارة, اما الانشطة العسكرية فإنها ستأتي فقط استجابة لردع الاعتداءات ومواجهة الازمات الطارئة. ليس لها اي علاقة بمواجهة الإرهاب؟ غير صحيح بالمرة ان تشكيل افريكوم جاء من أجل تعزيز جهود مكافحة الإرهاب أو تأمين موارد البترول, أو حتي ردا علي تزايد التغلغل الصيني في افريقيا, نحن فقط رأينا ان تشكيل افريكوم سيخدم أكثر وزارة الدفاع الأمريكية في مساعيها الخاصة بالتعامل الأمثل مع تزايد الأهمية الاستراتيجية لبلدان القارة الافريقية. لكن أليس غريبا انكم ستعملون في نهاية المطاف مع انظمة تصفونها دوما بالديكتاتورية وانتهاكات حقوق الانسان, وكيف ستتصرفون حيال الانقلابات العسكرية المتكررة في دول القارة؟ نحن لن نتعامل مع أي انظمة ديكتاتورية في افريقيا, سنتعامل فقط مع مؤسسات وليس افراد وحتي في حالة حدوث الانقلابات العسكرية التي اشرت إليها, فستبقي علاقاتنا مع الحكومات القائمة وليس فقط مع القادة الانقلابيين.. ولذلك فنحن نسعي حاليا إلي اقامة شراكات فعلية مع جميع المؤسسات في دول القارة مثل الجمعيات الأهلية ومنظمات العمل المدني. وماذا عن انتهاكات حقوق الانسان في الدول التي ستعملون بها؟ هذه الانتهاكات تحدث ايضا في المؤسسات العسكرية بدول القارة, مثلا تجنيد الاطفال واستخدام العسكريين في مواجهة انشطة مدنية, نحن سنتعامل مع هذه القضايا مع شركائنا الافارقة من أجل التعرف عن قرب علي طبيعة هذه التحديات وسوف نساعد الدول الافريقية في مواجهتها. وهل اخترتم بعد اين ستقع القيادة المركزية لقواتكم؟ نحن لم ننته بعد ذلك, فلا نزال نبحث مع اصدقائنا الافارقة, وعن طريق وزارة الدفاع الأمريكية, البلد الملائم من حيث درجة الاستقرار السياسي والبنية التحتية اللازمة لعمل القوة وقربها من بؤر الصراعات. مشكلة دارفور مثلا أو الصومال.. كيف ستتصرف افريكوم وتتعامل معها؟ حسنا سوف نساعد في دراسة افضل السبل للاستفادة من جهود الاغاثة والمساعدات الانسانية للاجئين في الاقليم, وسوف نعمل مع الاتحاد الافريقي وبقية الجمعيات الأهلية من أجل الحد من صور المعاناة والانتهاكات التي تحدث يوميا وعلي نطاق واسع في كل من دارفور والصومال وبقية المناطق التي تواجه كوارث انسانية.