السؤال:أبلغ من العمر ثلاثين. وأعمل مدرسة. ورزقني الله بزوج صالح أحبه. ويعاملني معاملة طيبة. ومر علي زواجنا خمس سنوات ولم ننجب. وقرر الأطباء ان العيب عند زوجي. وأنا في حيرة بين حبي لزوجي وحبي للأمومة. فهل يحل لي ان اطلب الانفصال انتظاراً لزوج آخر يرزقني الله منه بطفل يشبع أمومتي. أو أكون بذلك قد افتريت علي زوجي الطيب فيرزقني الله بزوج يسيء معاملتي؟ ** أجاب الدكتور محمد المختار المهدي الاستاذ بجامعة الأزهر بقوله: انه شعور طيب وشهادة نابعة من قلب مؤمنة تنسب الفضل لصاحبه ولا تكفر عشيرها. غير ان الفيصل في هذه الحيرة التي تشعرين بها هو مزيد من الإيمان بقوله تعالي: "لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكراناً وإناثا ويجعل من يشاء عقيما إنه عليم قدير" الشوري: "49 50". فالله "سبحانه وتعالي" يعلم بما يصلح للعبد. وهو قدير ان يعطيه ما يشاء. ولكن رحمة الله وحكمته قد تعفي المرء من مسئولية الانجاب في حالة ما إذا ترتب عليه ما يكون سبباً في شقائه. وقصة الخضر مع الولد الذي قتله وتعليل ذلك بأن كان "... أبواه مؤمنين فخشينا ان يرهقهما طغيانا وكفراً" الكهف "80" صريحة في تركيز هذا المعني لدي المسلم.. علي ان مدة السنوات الخمس وتقرير الأطباء بعيب في زوجك لا يمنعان فضل الله. فقد رأينا كثيراً من الزيجات مضي عليها خمس عشرة سنة. وقرر الأطباء استحالة الإنجاب. ومع ذلك رزقهم الله البنين والبنات. فإرادة الله فوق كل الأسباب. وقد أصلح الله لسيدنا زكريا زوجة بالرغم من أنها كانت عاقراً وانه قد بلغ من العمر عتياً. وقد تبين "سبحانه وتعالي" سبب إعطاء الله لزكريا الولد بأنه وزوجته كانا يسارعان في الخيرات ويدعوان ربهما رغباً ورهباً وكانا من الخاشعين. ونحن مأمورون بالاقتداء بالأنبياء. فأوصي الأخت السائلة بالرضا بقضاء الله وبذل الخير للجميع والنظرة الي أطفال الغير علي أنهم أطفالها. وتفريغ شحنة الأمومة عليهم. وأوصيها بالدعاء الضارع في وقت السحر والخشوع لله "عز وجل" وطلب فضله وجوده. والبر بزوجها الصالح. فالبطر نتيجته غير مأمونة. ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر ان تطلب الطلاق من زوج صالح يؤدي ما عليه من واجبات ولا يقصر في حقها. إن عليك يا أختي السائلة ان تشكري ربك علي ما أنت فيه وأن تنظري الي مشاكل الآخرين. لتجدي انك في نعمة. و"لو اطلع أحدكم علي الغيب لاختار الواقع"» هدانا الله جميعاً الي سواء السبيل. المصدر: مجلة "عقيدتي" المصرية.