الجزائر: نظمت المكتبة الجزائرية مؤخراً ندوة بعنوان صراع الأجيال الأدبية في الجزائر: حقيقة أم افتعال؟ بمشاركة ثلاثة أدباء هم محمد الصالح حرز الله عن جيل السبعينات وعادل صياد عن جيل الثمانينات والتسعينات، بينما مثَّل جيلَ الألفيةِ الجديدة الشاعرة عظيمي زيدان. ونقلت جريدة "الإتحاد" الإماراتية عن مدير الندوة الشاعر جيلالي نجاري قوله إن الجيل الأدبي السابق ينتقد اللاحق ويتهمه بالاستعجال وعدم النضج الإبداعي واللهث وراء الشهرة والأضواء، بينما ينتقد أدباء الجيل الجديد أسلافهم ويصفونهم بالديناصورات ويتهمونهم بعرقلتهم للحفاظ على مكانتهم، وكان هذا التلاسن والتراشق بالتهم بعيداً عن العراك الثقافي البنَّاء. وتحدث القاص والشاعر حرز الله عن جيل أدباء الثورة الجزائرية الذين استفاد منهم وهو الآن ينقل تجربته إلى الجيل الجديد، ممَّا يعني أن هناك تواصلاً وتفاعلاً بين الأجيال الأدبية وليس قطيعة أو خصومات، وتحدث عن جيل السبعينات الذي يمثله قائلا إنه التفَّ حول مشروع المجتمع القائم آنذاك وهو المشروع الاشتراكي وتعريب الجزائر، وكان جيلُه مقتنعاً بهذا التوجُّه السياسي فدعَّمه بأعماله الإبداعية دون أن يعني ذلك السقوط في الشعاراتية الفارغة. من جهته، قال الشاعر عادل صيَّاد إن ما يسمى الصراع بين الأجيال الأدبية في الجزائر هو مجرد معركة وهمية اخترعها بعض ضعيفي الإبداع لشغل الساحة، ووصفهم ب الجيل المفلس فكرياً. وأكدت الشاعرة جميلة عظيمي على وجود صراع أجيال في الميدان الأدبي الجزائري وقد أثر فيها إلى درجة أنها نظمت قصيدة ترصد فيها الظاهرة وقامت بقراءتها على الحضور. ورفض حرز الله التقليل من شأن أدب جيله بذريعة أنه إيديولوجي يفتقر إلى الإبداع، واستشهد بالكثير من الأدباء الذين أنجبتهم المرحلة وفي مقدمتهم الروائيون عبد الحميد بن هدوقة والطاهر وطار ورشيد بوجدرة، وفي السبعينات وُلدت الرواية كفنٍّ في الجزائر وكذا القصة القصيرة والفن التشكيلي والمسرح والسينما وهي التي لا تزال تملأ الساحة الثقافية الجزائرية إلى الآن. أما الأديبة فوزية إيوالان فقالت إنها تكتب منذ 10 سنوات دون أن تجد ناقداً واحداً يقول لها أحسنتِ أو أسأتِ، فكيف يمكن في ظل غياب النقد فرزُ الساحة الأدبية ومعرفةُ الإنتاج الغثِّ من السمين؟ وتدخَّل الشاعر حمري بحري وهو من جيل السبعينات لينتقد كثرة الأصوات الأدبية الشابة وقال إن الإبداع كلمة أُلحق بها الأذى وابتذلت وأصبح كل من يكتب خربشات يُطلق عليه وصف مبدع. أما عبد المجيد غريب فلاحظ أن الجيل الأدبي الحالي يتطاول على الجيل السابق وضرب مثلاً بواسيني الأعرج الذي فتح بيته لتشجيع الأدباء الشباب فطعنه بعضُهم في ظهره وحاول تحطيمه. بينما لاحظ الروائي أمين الزاوي أن الصِّراع بين الأجيال الأدبية في الجزائر مقتصرٌ على الكُتَّاب باللغة العربية بينما لا نجد أديباً فرنكفونياً جزائرياً يتطاول على كاتب ياسين أو محمد ديب أو باقي عمالقة الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية.