تل ابيب: توقعت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية الجمعة أن تشهد السنة الحالية أو المقبلة مواجهات وصدامات بين البحرية الإيرانية والأسطول الأمريكي في الخليج العربي إذا حاولت أمريكا تطبيق قرارات مجلس الأمن المتعلقة بتفتيش سفن مشتبه بها متجهة إلى إيران. وقالت الصحيفة العبرية إن إيران أصبحت التهديد المركزي لأمن إسرائيل، لدرجة ينسى الإسرائيليون معها أحيانا، وجود ساحات قتال أخرى في الشرق الأوسط قد ينشأ فيها تصعيد بين إيران والغرب. وأضافت أن الإيرانيين يدركون أن قرار مجلس الأمن 1929 الأخير والعقوبات الواسعة التي فرضها، قد تشعر قوات البحرية الأمريكية أنها تملك تأييدا دوليا أوسع للتعرض للسفن الإيرانية بالتفتيش عن السلاح والبضائع المحظورة الأخرى، ولذلك حذر قائد ذراع البحرية في الحرس الثوري الإيراني، الغرب من رد إذا هددوا بصعود سفن إيرانية، مشيرة إلى أنه خلال عامي 1987و 1988 وقعت مصادمات بين الحرس الثوري والأسطول الأمريكي، بل إن سفنا أمريكية هوجمت بألغام بحرية. وقالت "إسرائيل اليوم" إن الإيرانيين استخلصوا الدروس من نقاط ضعف للأسطول الأمريكي في تلك المعارك، ويعدون أنفسهم لقتال غير متناسب في المستقبل. وأشارت الصحيفة إلى بحث استخباري للأسطول الأمريكي عن سلاح البحرية الإيراني تم نشره خريف 2009، تناول تفاصيل تتعلق بالوحدات البحرية التي يخطط الإيرانيون لزجها في أي مواجهات بحرية، ضد قوة متفوقة كالأسطول الأمريكي، مبينة أن طهران بدأت تتسلح بعشرات القطع البحرية الصغيرة ذات السرعة العالية، المزودة بصواريخ "سي 802" المضادة للسفن، مستشهدة بالصواريخ التي تم إطلاقها على حاملة الصواريخ"حنيت" أثناء حرب لبنان الثانية. وأوضحت الصحيفة العبرية، أن إيران تخطط لهاجمة سفن الأسطول الأمريكي بقطع بحرية صغيرة تطلق صواريخ وألغاما بحرية، مشيرة إلى أن الخليج ضحل الماء، ما يمنح السفن الصغيرة قدرة أكبر على المناورة مقارنة بسفن الأساطيل الكبيرة. وذكرت أيضا أن طول الساحل الإيراني الممتد بنحو ألف ميل بحري مع وجود خلجان كثيرة ومراسٍ، يمكن السفن الصغيرة من الانسحاب والاختباء بسهولة، ناهيك عن نصب سلاح البحرية الإيراني، صواريخ بحرية على جزر في الخليج وعلى طوافات للتنقيب عن النفط. وتختتم الصحيفة مقالها قائلة، إن قوات البحرية بالحرس الثوري برهنت في الماضي على استعدادها للمخاطرة حتى في مجابهة سفن الأسطول الأمريكي، مشيرة إلى أنه في أبريل/نيسان 2006، حاولت سفينة صواريخ إيرانية الاقتراب من حاملة طائرات أمريكية، كما جرب الإيرانيون قوتهم مرة أخرى عام 2008 في مواجهة حاملة طائرات ومدمرة، بهدف التعرف على رد فعل القوات الأمريكية، وما يمكن توقعه من تطورات في المستقبل إذا ما حاولت إدارة الرئيس باراك أوباما تطبيق الفقرة الخاصة بتفتيش السفن الإيرانية في عرض البحر، من القرار الدولي 1929 الجديد.