صرح الناطق الرسمي باسم الخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح ان الرئيس محمد مرسي قد أصدر توجيها خلال لقائه وزير الخارجية السوداني علي كرتي بإطلاق سراح كل السودانيين " الدهابة " المعتقلين في السجون المصرية والذين عبروا الحدود السودانية بحثا عن الذهب ، وقال العبيد امس ان التوجيه شمل اطلاق سراح الذين لم يحاكموا فورا وكذلك الذين حوكموا وقضوا نصف المدة ، وتكفلت الحكومة المصرية بدفع الغرامات عن الذين حكم عليهم بالغرامة ، واشار العبيد الي ان توجيه مرسي شمل ضرورة اعادة كل متعلقات المعتقلين التي صودرت ، ونوه الي توجيه آخر اصدره مرسي بضروة تفعيل اتفاق الحريات الاربع وتوقع ان تشهد الفترة المقبلة حراكا في هذا الملف ، ولفت العبيد ان والي الشمالية ووزير الدولة بالاستثمار المرافقين لوزير الخارجية عقدا بالقاهرة اجتماع مع وزير الزراعة المصري لترتيب الاوضاع وازالة عقبات التعاون المشترك بمجال الزراعة . ووصف العبيد زيارة كرتي للقاهرة بأنها الانجح مقارنة بالزيارات السابقة وقال انها زيارة التطبيق العملي لكل الاتفاقات السابقة التي وقعت بين البلدين ولم تفعل ، ونوه الي ان الفترة المقبلة ستشهد انعقاد اللجنة العليا المشتركة قبل نهاية العام الحالي ، وكان كرتي اجري عدة لقاءات بالقاهرة شملت د. نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية بجانب وزير التعاون الدولي كما عقد لقاء مع عدد من رجال الاعمال المصريين .
دعا السودان المجتمع الدولي لعدم ربط مشاكله الداخلية في إقليم دارفور بمعالجة ديونه الخارجية، باعتبارها مشاكل داخلية ستحل في النهاية داخليًا. وأطلع وزير الدولة السوداني بوزارة المالية والاقتصاد الدكتور عبدالرحمن ضرار امس مبعوث مساعد الخزانة الأمريكية للشئون الأفريقية جونا هيرلي، على التقدم الذي تم في الملفات الخاصة بالاجراءات الفنية لإعفاء ديونه الخارجية، مشيرًا إلى تنفيذ السودان لاتفاقية السلام الشامل. وقال ضرار: إن السودان استوفى كافة الشروط الفنية التى تؤهلة لإعفاء ديونه من خلال مبادرة الدول المثقلة بالديون (الهيبك) ، وأشار الى الجهود المبذولة مع واشنطن لحل ديون السودان الخارجية بمبادرة من الأممالمتحدة. واعتبر الوزير ربط إعفاء ديون السودان بمشاكله الداخلية "شرطًا تعجيزيًا" ، وقال: إن السودان أكمل إعداد الاستراتيجية المرحلية لتخفيف وطأة الفقر بناء على مسح تم عام 2009 بتمويل من بنك التنمية الإفريقي تحت مظلة المانحين وبإشراف البنك الدولي، مبينًا أن مجلس الوزراء أجاز هذه الاستراتيجية ورفعها للبرلمان للنقاش والإجازة النهائية. من جانبه، أوضح المبعوث الأمريكي أن الادارة الامريكية وضعت في ميزانية عام 2013 مبلع 250 مليون دولار كدفعة أولى للمساهمة في حل ديون السودان الخارجية توطئة لرفعها للكونجرس للإجازة ، ولكن تم ربطها بشروط سياسية في ولايات دارفور والنيل الازرق. ويقوم مبعوث الخزانة الامريكية بجولة في عدد من الدول الافريقية ، من بينها السودان. في الاثناء أعربت الخرطوم عن تفاؤلها بإبرام اتفاق شامل مع دولة جنوب السودان بشأن القضايا العالقة بين البلدين، خلال جولة المفاوضات التي تبدأ يوم الخميس في اديس ابابا بين وفدي البلدين برعاية الوساطة الافريقية، فيما توقع محللون سياسيون ان الجولة حبلى بالمفاجآت ومفتوحة على كل الاحتمالات. وقال المتحدث باسم الخارجية السودانية السفيرالعبيد أحمد مروح ان بلاده تأمل أن تكون جولة الخميس الختامية في سلسلة جولات التفاوض حول القضايا العالقة مع دولة جنوب السودان، وتتويجها باتفاق شامل يؤسس للاستقرار والامن بين البلدين، مؤكدا اهتمام الخرطوم البالغ ببناء علاقات حسن جوار وتعاون مع جوبا على كافة المستويات. ورغم تعدد القضايا المطروحة أمام وفدي التفاوض خلال الجولة الا انها لن تكون جولة ماراثونية، وقال مروح انه يتوقع ان تصل المفاوضات نهايتها منتصف سبتمبر المقبل، ويتم تتويجها بعقد قمة ثنائية بين رئيسي البلدين وأضاف ان الوساطة الافريقية تجري حاليا ترتيبات للقمة، والتي يتوقع أن تعقد خلال النصف الثاني من سبتمبر المقبل. واكد العبيد أن القمة ستعقد في اديس ابابا وأشار إلى ان زيارة الرئيس السوداني إلى اديس ابابا يوم 2 سبتمبر مخصصة للمشاركة في تشييع جثمان رئيس الوزراء الاثيوبي الراحل مليس زيناوي، لكنه يعود إلى اديس ابابا بعد بضعة ايام للمشاركة في القمة. وأوضح إن التفاوض خلال الجولة القادمة سيشمل المسارات جميعها، وأوضح أن جميع رؤساء الملفات المختلفة في وفدي البلدين سيغادرون إلى العاصمة الأثيوبية أديس أبابا خلال الأيام القليلة القادمة . وأضاف، أن خبراء من الاتحاد الإفريقي وصلوا الخرطوم قادمين من جوبا من المقرر أن يلتقوا بعدد من خبراء المساحة والحدود توطئة لدارسة موقفي جوباوالخرطوم، ومن ثم بلورة تقرير نهائي يحوي رأي الخبراء الأفارقة الفني للدفع به أمام طاولة الوساطة الإفريقية . ورفض السودان، من قبل، خارطة تقدم بها امبيكي لمجلس الأمن للمنطقة المنزوعة من السلاح تضمنت منطقة الميل 14 الواقعة في جنوب منطقة "بحر العرب" وقال مروح: "إن السودان رفضها على أسس ووقائع أبلغها وزير الخارجية علي كرتي لمجلس الأمن" . وقال "الخريطة عقبة، فإما أن يقوم الاتحاد الإفريقي بتقديم خيارات أو أن يقول هذه هي الخيارات الموجودة، ومن لا يوافق تفرض عليه عقوبات" . وحددت الوساطة الإفريقية رفيعة المستوى، الخميس المقبل، موعداً لاستئناف جولات التفاوض في أديس أبابا لطي الملفات العالقة في مختلف مسارات التفاوض، إلا أن تقارير توقعت تأجيلها إلى الأسبوع المقبل بسبب موعد تشييع جثمان رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل ميلس زيناوي . وتشمل المفاوضات ملفات النفط وأبيي والمسار السياسي والأمني والحدود وأوضاع المواطنين في البلدين، على أن تستمر جولة المفاوضات ثلاثة أسابيع تختتم في الثاني والعشرين من سبتمبر المقبل . ويتفاوض البلدان لتسوية جملة قضايا عالقة بينهما منذ انفصال جنوب السودان تتعلق بترسيم الحدود وتبعية منطقة ابيي والامن بين البلدين، وتتشعب القضايا داخل الملف الأمني لتشمل وقف العدائيات وسحب الفرقتين التاسعة والعاشرة للجيش الشعبي الجنوبي من جنوب كردفان والنيل الازرق، وفك الارتباط بين الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا والحركة الشعبية - شمال التي يتزعمها مالك عقار الوالي والذي أقيل من منصبه كوال لولاية النيل الازرق سبتمبر الماضي، بعد تزعمه حركة التمرد في الولاية.
من جانبه نفى رئيس حملة نزع السلاح في جنوب السودان ما ورد في تقرير لمنظمة "هيومان رايتس ووتش" الحقوقية، عن قيام جنود باغتصاب وضرب وتعذيب مدنيين خلال الحملة في جونقلي كبرى ولايات جنوب السودان. واستنادا الى شهادات مسئولين محليين وضحايا وشهود عيان، قالت "هيومان رايتس ووتش" ان جنودا في جيش جنوب السودان ارتكبوا انتهاكات منذ بدء حملة نزع السلاح في مارس خاصة في منطقة بيبور في شرق الولاية. وحثت المنظمة جنوب السودان على التحقيق مع المسئولين ومحاسبتهم. ورفض كول ديم كول رئيس الحملة في جونقلي التقرير، وقال ان العملية نجحت في جمع آلاف من قطع الأسلحة.