أعلن السودان ودولة الجنوب الدخول في جولة المفاوضات التي تنطلق اليوم الثلاثاء بأديس أبابا بروح إيجابية لتجاوز النقاط الخلافية. وجددت وزارة الخارجية تمسك السودان بأهمية الوصول لعلاقات إستراتيجية مبنية على المصالح مع دولة الجنوب والدخول في جولة المفاوضات بروح إيجابية وتفويض الوفد لتجاوز كافة الخلافات مع دولة الجنوب. وقال الناطق باسم الخارجية السودانية السفير العبيد أحمد مروح في تصريحات صحفية امس إن الحكومة السودانية تضع الأولية للقضايا الأمنية موضحاً أن التمسك بالقضايا الأمنية ليس للتعنت موضحا إن هذا النهج يتفق فيه معنا كل الأطراف الدولية. وأكد مروح أن الخرطوم تلقت دعوة من أمبيكي تؤكد تقديم الملف الأمني على كافة القضايا الأخرى، مضيف أن وفد السودان مستعد لفتح كافة الملفات للتفاوض إلا أنه يضع الملف الأمني في سلم أولياته، مشيرا إلى أن هذا النهج سيؤدي لتجاوز كافة النقاط الخلافية ويعزز من الثقة بين البلدين، وقال إن وفد الخرطوم سيدخل في الجولة بتفويض كامل من أجل حل الخلافات مع الجنوب، وأشار إن السلام هدف إستراتيجي وان الحرب فرضت على السودان، قائلاً (حتى إن لم تحقق الجولة المقبلة نتائج فإننا لن نستبدل طاولة التفاوض بالحرب إلا إذا اضطررنا). واستبعدت الحكومة السودانية عقد قمة بين الرئيسين عمر البشير وسفاكير ميارديت قبل حسم الملفات الأمنية بين البلدين، والتوصل إلى تفاهمات مشتركة. وأعلن رئيس فريق التفاوض الحكومي ادريس محمد عبدالقادر، إستعداد الوفد للانخراط في المفاوضات حول القضايا العالقة. واشار ، إلى مناقشة الموضوعات الرئيسية التي تتصدر جولات التفاوض، وأكد أهمية حسم الملف الأمني والترتيبات المتعلقة به اولاً، موضحاً أن اللجنة السياسية العسكرية الأمنية التي يترأسها وزير الدفاع السوداني المهندس عبدالرحيم محمد حسين، ستنظر فى قضايا الملف الأمني بدقة بغية حسمها وطيها نهائيا للانتقال إلى الملفات الأخرى. من جهته إستبعد وكيل وزارة الخارجية السودانية السفير رحمة الله عثمان، عقد قمة رئاسية تجمع البشير وسلفاكير، ورهن ذلك بالوصول إلى تفاهمات بشأن القضايا محل الخلاف، وابرزها المحور الأمني. من المرجح ان يدفع الوسيط الافريقي ثامبو امبيكي بتقرير الى مجلس الامن الدولي يوضح فيه مدى التزام الخرطوموجوبا بخارطة طريق الاتحاد الافريقي غدا الاربعاء. من جهته قال الرئيس الامريكي الاسبق وعضو لجنة الحكماء جيمي كارتر، انه تلقى وعدا من الرئيس عمر البشير بتنفيذ الانسحاب من منطقة ابيي خلال فترة وجيزة. وطالب كارتر في مؤتمر صحفي عقده في الخرطوم عقب لقائه الرئيس عمر البشير مساء امس، القيادة السودانية بالتحلي بروح القيادة التي تميزت بها ابان تسهيلها لعملية الاستفتاء، مؤكدا انه لا خيار للدولتين سوى التعاون والجوار الآمن وأضاف "انعدام الثقة على الشريط الحدودي عزز من تفاقم الازمة". وانتقد كارتر العقوبات المفروضة على الدول النامية وقال انها دائما ما تخطئ الهدف ويتضرر منها المواطنون البسطاء، وقال انه التقى البشير وتحدث معه عن القضايا السودانية كما استمع لملاحظاته الجديرة بالاهتمام واضاف ان لجنة الحكماء تشجع استئناف المفاوضات على كافة الاصعدة بعد ان عبرت عن قلقها من التوتر القائم بين البلدين. وذكر كارتر ان زيارته للخرطوم تأتي ضمن جولة تشمل جوبا خلال الاسابيع المقبلة لتشجيعها ايضا على المضي قدما في العملية السلمية. من جهته أكد وزير الإعلام بدولة الجنوب د. برنابا بنجامين التزام بلاده وحرصها بتجاوز النقاط الخلافية مع السودان وبناء علاقات مصالح، مؤكدا وجود تفويض كامل لوفد جوبا المفاوض لتجاوز تلك النقاط المتبقية في اتفاقية السلام، داعيا الخرطوم لعدم وضع الشروط في طاولة التفاوض والعمل على تجاوز الخلافات عبر الحوار السياسي. وقد برز اتجاه قوي داخل برلمان دولة الجنوب يدعو الحكومة إلى عدم إدخال أي منطقة إضافية للمناطق الأربع المختلف عليها حدوديا عبر رفض قاطع تبنته كتلة المعارضة بمجلس تشريعي دولة الجنوب بعدم إقحام منطقة هجليج ضمن المناطق الحدودية المتنازع عليها بين دولتي السودان وجنوب السودان. وكشف العميد توت جلواك عضو المجلس في تصريح للمركز السوداني للخدمات الصحفية ، عن أدلة وبراهين تؤكد تورط قيادات بحكومة الجنوب في السعي لخلق مناطق نزاعات إضافية بغرض خلق نوع من عدم الاستقرار بالمنطقة وإطالة أمد الحرب مع السودان، مبيناً أن تصاعد حمى الانتخابات الأمريكية دفعت بتلك القيادات لشن الحرب على منطقة هجليج طمعاً لنيل رضا الدوائر الأمريكية النافذة مشيراً إلى تبعية هجليج للسودان بنسبة 100 % وفقاً لحدود 1/1/1956م. وأكد جلواك أن حكومة الجنوب فقدت الإرادة السياسية والمنهجية سيما بعد هزيمتها في هجليج بجانب الخسائر الكبيرة التي تزيد عن 2000 قتيل بجانب المعدات العسكرية وانهيار الروح المعنوية لفلول الجيش الشعبي المندحرة فضلاً عن الاستياء والتذمر البالغ والإحباط الذي يسود الشارع الجنوبي. من جهة أخري نفى المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العقيد الصوارمي خالد سعد مزاعم منظمة هيومان رايتس ووتش بإستخدام الجيش للقنابل العنقودية في ولاية جنوب كردفان . وقال الصوارمي في تصريحات صحفية امس "سواء انضممنا للإتفاق الدولي الذي يحظر القنابل العنقودية او لم ننضم , فإننا لا نستخدمها بتاتا في عملياتنا العسكرية ولا نمتلكها" . وكانت المنظمة قد دعت الحكومة السودانية إلى أن تحقق في العثور على قنبلة عنقودية في جنوب كردفان , وطالبت السودان بالإنضمام إلى الإتفاقية الدولية التي تحظر هذا السلاح . ورأت المنظمة أن على الخرطوم أن تحقق في هذا الحادث وأن توضح ملابساته وكذلك يجب أن تحقق في مزاعم سابقة باستخدام ذخائر عنقودية .