شهدت مكتبة الإسكندرية انطلاق مبادرة وطنية لإقامة حوار مجتمعي حول موضوعات الدستور تحت عنوان "دستورك يا مصري".تهدف المبادرة إلى فتح حوار مجتمعي حقيقي جامع لكل أبناء الوطن حول موضوعات الدستور، كما أنها مبادرة وطنية تتجاوز الاستقطاب الإيديولوجي والسياسي، وتسعى إلى التواصل مع المواطن، وتسهيل إيصال صوته للجنة المنوط بها وضع الدستور. وتقوم المبادرة في هذا الإطار بالتواصل مع المواطنين في مختلف المحافظات من خلال جلسات نقاشية، كما تتفاعل مع الجمهور عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
وقال ممدوح مبروك؛ الأخصائي بإدارة منتدى الحوار والدراسات السياسية بمكتبة الإسكندرية وعضو لجنة تنفيذ المبادرة، إن فكرة مبادرة "دستورك يا مصري" أثارت إعجاب جمهور مواقع التواصل الاجتماعي، حيث انهالت على صفحة المبادرة على الفيسبوك العديد من التعليقات والاقتراحات بشأن صياغة الدستور الجديد.
وأوضح أن التعليقات تضمنت التجارب الشخصية لهؤلاء الأشخاص مع الدستور السابق. وأضاف أن التعليقات بينت عدم اعتراض الجميع على دستور 1971، على اعتبار أن مواده قد كفلت حقوق وحريات المواطن المصري، إلا أن المشكلة تكمن في انعدام الممارسة والتطبيق.
وأشار إلى أنه من المقرر أن تتضمن تلك المبادرة معرفة رأي المصريين فيما يرجوه من الدستور الجديد على مستوى كافة محافظات مصر، على أن يكون اللقاء القادم في طنطا ثم أسيوط، مبينًا أنه يمكن التواصل مع المبادرة من خلال صفحتها على الفيسبوك "مبادرة دستورك يا مصري"، وعلى تويتر من خلال #dostorak.
يذكر أن مكتبة الإسكندرية كانت قد أطلقت المبادرة بمشاركة كل من المجلس القومي للشباب، ومركز الحوار بالأزهر الشريف، ومؤسسة مدى للتنمية الإعلامية، والأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية ، ومركز الحضارة، وفريق زدني (جمعية رابعة العدوية)، ومؤسسة بداية، وجمعية حماة المستقبل، وغيرهم من الهيئات والمؤسسات.
وشارك في إطلاق المبادرة أيضًا مجموعة من أعضاء النقابات المهنية والمنظمات غير الحكومية ومنظمات المجتمع المدني واتحادات الطلاب وغيرهم.
ُتعقد فعاليات المبادرة في محافظات مصر المختلفة تتركز في ثلاثة نشاطات أساسية؛ هي: جلسة المناقشة الفنية لموضوعات الدستور (جلسات الاستماع المركزية)، و"ضفائر النقاش"، وحلقات نقاش إلكترونية "أون لاين".
وتنتمي مبادرة "دستورك يا مصري" للوطن بكل تنويعاته الثرية، فهي لا تنتمي لحزب أو تيار معين، ولا تعد مبادرة سياسية وإنما مبادرة مجتمعية تهدف إلى خلق التوافق الوطني الحقيقي. وتعد "دستورك يا مصري" مبادرة لا مركزية، فهي تشمل كل محافظات مصر؛ سواء كانت محافظات المركز أو المحافظات الحدودية، كما أنها ليست نخبوية، فهي تقوم على تمكين المواطن المحلي في المجتمعات المحلية.
وتنطلق المبادرة من أهمية أن تشعر كل فئات الشعب بأنها مشاركة فعليًا في وضع الدستور، وذلك من خلال مناقشات وحوارات مجتمعية حقيقية لكل الموضوعات التي سيحتويها، حيث يمثل وضع دستور جديد منعطفا مهمًا في مسيرة تأسيس عقد اجتماعي جديد للجمهورية الثانية، وبناء نظام سياسي يقوم على الحرية، والعدالة الاجتماعية، والديمقراطية، والكرامة الإنسانية، والمواطنة.
وتهدف مبادرة "دستورك يا مصري" إلى فتح حوار مجتمعي حقيقي جامع لكل أبناء الوطن حول موضوعات الدستور، وخلق مناخ تلاحمي بين المواطنين المصريين في كل ربوع مصر، وتشكيل شبكات شبابية محلية وتمكينها من العمل في بيئتها المحلية ليكون لها دور على المدى الطويل في تنفيذ المبادرات الوطنية في بيئتها دون الاعتماد على المركز (القاهرة)، والمساعدة في وضع دستور يعبر عن آمال وطموحات المواطن المصري.