فى مساعيها الحثيثة لتوطيد علاقتها الخارجية إيذانا ببدء عصر إخوانى جديد لمصر جدد حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين اليوم الخميس، إعلانه احترام اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، خلال استقبال الدكتور محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة للرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر رئيس مؤسسة كارتر الدولية، والوفد المرافق له الذي يزور القاهرة حاليا. تناول اللقاء أيضا عددا من القضايا من بينها الانتخابات البرلمانية المصرية والتى حقق فيها الحزب تقدما كبيراضافةالى موقف الحزب من الأحداث الجارية، ورؤيته لعبور المرحلة الانتقالية التى تمر بها مصر حاليا. وأوضح مرسي - خلال اللقاء - أن مصر دولة كبيرة ولها مؤسسات وهذه المؤسسات تحترم الاتفاقيات التي تمَّ توقيعها في الماضي طالما التزمت كل الأطراف بذلك، في إطار احترام السيادة والاستقلالية لكافة الأطراف، وأشار إلى المكانة المتميزة التي تحتلها القضية الفلسطينية عند الشعب المصري وحقه في إقامة دولته. وفى بداية اللقاء، قدَّم كارتر التهنئة لرئيس حزب الحرية والعدالة الذى يعد الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين، بمناسبة النتائج التي حققها الحزب فى انتخابات مجلس الشعب بمراحلها الثلاث، مشيرا إلى أن هناك توافقا دوليا على احترام هذه النتائج التي تترجم رغبة الشعب المصري واختياراته، مشيرا إلى أن مؤسسته راقبت 87 عملية انتخابية في مختلف أنحاء العالم، ولذلك فهي تؤكد على نزاهة العملية الانتخابية في مصر، ومطابقتها لمعايير النزاهة الدولية. ودعا كارتر حزب الحرية والعدالة إلى محاولة استيعاب الأحزاب الشبابية التي لم تحقق نسب فوز كبيرة خلال العملية الانتخابية، كما دعا الحزب إلى توسيع مشاركة المرأة في مختلف المجالات بعد أن أبدى ملاحظاته على ضعف تمثيل المرأة في البرلمان القادم. وتحدث كارتر عن القضية الفلسطينية، وأكد أن مؤسسته راقبت الانتخابات التي جرت في أراضي السلطة الفلسطينية عام 2006، وهي الانتخابات التي تمتعت بالنزاهة، ولكن الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي رفضوا الاعتراف بها. وقال ان الشق المتعلق بالحقوق الفلسطينية فى اتفاقية السلام لم يتم التعاطي معه بالشكل الكافي، كما أن النظام السابق لعب دورا كبيرًا في تهميش هذا الجانب فى الاتفاقية، حسبما ذكر كارتر. من ناحيته، رحب الدكتور محمد مرسي رئيس حزب الحرية والعدالة بالرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، والدور الذي تلعبه مؤسسته في العملية الانتخابية والذى كان له مواقف كثيرة في عدة دول، موضحًا أن حزب الحرية والعدالة على يقين بأن قيادة مصر خلال هذه المرحلة لا يمكن أن يقوم بها فصيل أو حزب سياسي بمفرده. وأكد مرسى أن الاتفاق بين كل القوى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ضرورى لكي تعبر مصر هذه المرحلة الانتقالية، موضحا ان الحزب على قناعة كاملة بأن الدستور القادم يتعين أن يشارك في وضعه كل الأطياف والاتجاهات؛ لأنه عقد بين الشعب والنظام الحاكم، وبالتالي يجب أن يكون هذا العقد بالتوافق والاتفاق. وأوضح أن هناك بالفعل اتفاقا بين كل القوى السياسية والحزبية على الأبواب الأربعة الأولى في الدستور المتعلقة بالحريات العامة وحقوق المواطنة، بينما الباب الخامس المتعلق بالنظام السياسي للدولة وسلطات رئيس الجمهورية ووضع القوات المسلحة هو محل الخلاف. وأشار إلى أن الحزب يفضل النظام الرئاسي البرلماني المختلط في المرحلة الحالية، والذي يمكن أن يتطور إلى النظام البرلماني الكامل بعد أن تكتمل العملية الديمقراطية. من جانبها أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية: إن الانتصار الكبير للإخوان المسلمين فى الانتخابات البرلمانية المصرية ينفي ادعاءات واشنطن بضمانها لاستمرار اتفاقية السلام مع إسرائيل، لأن الأمر ليس بيدها إنما بيد الإخوان الذين أكدوا سلفا أنهم لن يسمحوا لأحد بأن يتحدث باسم الشعب المصرى، وان كل الاتفاقيات بيد مؤسسات الدولة، مما يؤكد أنه لا توجد ضمانات لاحترام الإخوان لاتفاقية السلام، وفقا للصحيفة. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة بأن جماعة الإخوان لا تنوى احترام تلك الاتفاقية، فى لقائه مع صحيفة "الحياة" مؤكدا أنه لا يجوز لأحد التحدث باسم المصريين، وأننا فى مرحلة لن نسمح فيها بأى ضمانات. وأوضحت الصحيفة أيضاً أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند قالت نهاية الأسبوع الماضى أن جماعة الإخوان المسلمين وقادتها ضمنت للولايات المتحدة استمرار عملية السلام مع إسرائيل، وقالت أيضاً إننا لدينا عدة ضمانات من معظم الفصائل السياسية فى مصر لتحقيق هذا الهدف وهو الحفاظ على عملية السلام مع اسرائيل ومعظم الاتفاقيات الدولية أياً كان الفصيل الحاكم فى المستقبل لمصر. وأضافت "يديعوت" أيضاً أنه منذ صعود وسيطرة الإخوان على المقاعد البرلمانية فى مصر بدأ الحديث عن مستقبل اتفاقية السلام وأكد زعماء الاخوان أنهم ملزمون بالحفاظ على الاتفاقية مع إسرائيل ومعظم الاتفاقات الدولية، لكنهم فى مقابل هذا أوضحوا أنه لا يوجد شىء مقدس فى تلك الاتفاقات مما ينم عن النية فى عدم احترام اتفاقية السلام. وأكدت الصحيفة على ادعاءاتها بعدم نية الإخوان فى استمرار اتفاقية السلام مع إسرائيل، بعرضها لتصريحات نائب المرشد العام للإخوان رشاد بيومى الذى أوضح أننا لم نوقع على اتفاقية السلام مما يتيح لنا عرضها على الشعب او البرلمان لمناقشتها والبت فيها، ولو اتضح أنها تضر بمصالح مصر والمصريين فسيكون هناك رأى آخر فى مستقبل تلك الاتفاقية.