أثارت الزيارة التي ستقوم بها السيدة الأولى في الولاياتالمتحدةلجنوب أفريقيا العديد من الانتقادات وتحديدا بشأن تقصير الإدارة الأميركية في التركيز على قارة أفريقيا ومشاكلها المستعصية. فقد أعلن البيت الأبيض أن السيدة ميشيل أوباما ستقوم بجولة أفريقية تستغرق خمسة أيام بدءا من يوم غد الاثنين وتشمل عددا من المدن في جنوب أفريقيا ومنها بريتوريا العاصمة الإدارية والسياسية ثم جوهانسبرغ وكيب تاون قبل أن تنتقل إلى جمهورية بوتسوانا.
ووفق إعلان البيت الأبيض، ستلتقي السيدة الأولى العديد من زعماء جنوب أفريقيا الذين ناضلوا ضد نظام الفصل العنصري وستركز الزيارة على نشر الديمقراطية في القارة ومشاكل الشباب بما فيها البرامج الخاصة بمكافحة انتشار مرض نقص المناعة المكتسب (أيدز).
بيد أن الإعلان عن الزيارة ساهم في إحياء الانتقادات السابقة لإدارة الرئيس باراك أوباما بسبب تقصيرها في التركيز على المشاكل المستعصية التي تعاني منها أفريقيا ووضعها على لائحة متأخرة في اهتمامات السياسة الخارجية الأميركية.
ورأت الأصوات المنتقدة -من بينها شخصيات مؤيدة للحزب الديمقراطي- أن أوباما الذي يعتبر أول رئيس أميركي من أصل أفريقي لم يركز شخصيا على القارة الأفريقية كما كان مأمولا.
واستشهد المنتقدون بأن الرئيس أوباما -ورغم حديثه الدائم عن أصله الكيني- لم يزر منذ استلامه إدارة البيت الأبيض إلا دولة أفريقية واحدة وهي غانا عام 2009 ولمدة لم تتجاوز 24 ساعة.
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مدير منتدى عبر أفريقيا مويزا مونتالي قوله إن المسؤولين الأميركيين لا يرون أفريقيا أولوية أساسية في السياسة الخارجية الأمر الذي جعلهم يتجاهلون هذه القارة التي تعاني مشاكل خطيرة مثل الفقر والفساد الحكومي والتطرف وانتشار مرض الأيدز.
غير أن مسؤولي البيت الأبيض رفضوا هذه الانتقادات، وأكدوا أن إدارة الرئيس أوباما تولي أفريقيا اهتماما خاصا عبر دعم الأنظمة الديمقراطية وتوفير مشاريع إنمائية لمحاربة المجاعات وتطوير مبادرة الصحة العالمية التي تبلغ كلفتها 63 مليار دولار.