تظاهر مئات الأشخاص لليوم الخامس على التوالي اليوم الثلاثاء في جنوب سوريا ضد حكومة الرئيس بشار الأسد وهتفوا "حرية حرية.. سلمية سلمية". وتجمع المحتجون قرب المسجد العمري القديم في درعا وبلدة نوى القريبة في هضبة حوران الاستراتيجية بالقرب من الحدود مع الأردن مستلهمين موجة من الاحتجاجات في العالم العربي أطاحت حتى الآن برئيسي تونس ومصر. وقال أحد المحتجين في درعا حيث تراجعت محاصيل الحبوب العام الماضي بمقدار الربع بسبب موجة قحط اجتاحت البلاد التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة "نريد خبزا لكن أيضا نريد الحرية". وقتلت قوات الأمن أربعة محتجين حين اندلعت المظاهرات في درعا يوم الجمعة وتوفي طفل (11 عاما) بعد استنشاقه غازات مسيلة للدموع. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن السلطات السورية اعتقلت اليوم الثلاثاء نشطا بارزا مدافعا عن المحتجين الذين يطالبون بالحرية والقضاء على الفساد. وأفاد بيان المرصد أن لؤي حسين الذي كان سجينا سياسيا بين عامي 1984 و1991 أخذ من منزله في منطقة بالقرب من دمشق. وجاء في البيان أن منزل حسين تعرض للاقتحام وتم تحطيم الباب ومازال مصير النشط البارز مجهولا. ونقلت قناة تلفزيون المنار اللبنانية عن فاروق الشرع نائب الرئيس السوري قوله اليوم الثلاثاء إن الأسد ملتزم بمواصلة طريق الاصلاح والتحديث في سوريا. وأضاف ان الأسد لا يمكن أن يكون ضد اي مواطن سوري. ولم تقدم القناة تفاصيل. وفي جنيف قال مكتب الأممالمتحدة لحقوق الانسان ان السلطات "في حاجة للوقف الفوري للافراط في استخدام القوة ضد المحتجين المسالمين وخصوصا استخدام الذخيرة الحية". ومن المطالب الرئيسية للمحتجين انهاء ما يصفونه بالقمع من جانب الشرطة السرية التي يرأسها في محافظة درعا أحد أقارب الأسد الذي يواجه أكبر تحد لحكمه منذ خلافته لوالده حافظ الأسد عام 2000. وتخضع سوريا لقانون الطواريء منذ استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963.
وتجاهل الأسد مطالب متزايدة بانهاء العمل بقانون الطواريء وتقييد سلطات أجهزتها الأمنية وتعزيز حكم القانون والافراج عن آلاف السجناء السياسيين والسماح بحرية التعبير والكشف عن مصير عشرات الآلاف من المنشقين الذين اختفوا في الثمانينات. وقال هيثم المالح (80 عاما) المحامي والقاضي السابق الذي أمضى حياته في المقاومة السلمية لاحتكار حزب البعث الحاكم للسلطة ان الثورة اصبحت على الأبواب والنظام مازال يراوغ في إجراء التغيير. وتطالب الاحتجاجات بالحرية وانهاء الفساد والقمع وليس الاطاحة بالأسد. وانتهجت السلطات اليوم الثلاثاء أساليب أقل عنفا فيما يبدو ولم تتدخل ضد المحتجين رغم ان نشطاء قالوا ان مئات اعتقلوا في أنحاء سوريا الأسبوع الماضي.