دعا آلاف المعزين يوم السبت إلى الثورة في جنازة محتجين قتلتهم قوات الأمن السورية في أجرأ تحد لحكام سوريا منذ أن بدأت الانتفاضات تجتاح العالم العربي. وردت قوات الأمن بإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريق حشود في درعا وهي منطقة قبلية جنوبي العاصمة حيث تظاهر عشرة آلاف شخص على الأقل يوم السبت في جنازة اثنين من المحتجين بين أربعة على الأقل قتلوا يوم الجمعة. وردد المعزون في درعا وهي العاصمة الإدارية لهضبة حوران الإستراتيجية هتافات تدعو للثورة وهم يسيرون خلف نعشين خشبيين لوسام عياش ومحمود الجوابرة. وقالوا “الله .. سوريا .. حرية. من يقتل شعبه خائن”. وخرج بعض المعزين من مسجد وتوجهوا إلى وسط البلدة للاحتجاج. وقتل الاثنان عندما فتحت قوات الأمن النار يوم الجمعة على مدنيين يشاركون في احتجاج سلمي يطالبون بحريات سياسية ونهاية للفساد في سوريا التي تخضع لأحكام الطوارئ التي فرضها حزب البعث منذ نحو نصف قرن. وقتل شخص ثالث يوم الجمعة يدعى أيهم الحريري دفن في قرية قرب درعا في وقت سابق يوم السبت. وتوفى شخص رابع يدعى عدنان اكرد اليوم السبت متأثرا بجروح أصيب بها. وكان الموقف في درعا اقل توترا بعد ظهر يوم السبت بعد أن فرقت قوات الأمن الحشد وتبنت إجراءات اقل تشددا عن اليوم السابق بعد اجتماع في مسجد رئيسي بين السلطات وشخصيات بارزة في المدينة. وقال ناشط حضر الاجتماع انه تم تقديم قائمة مطالب للمسئولين أهمها الإفراج عن السجناء السياسيين. ومن بينهم 15 تلميذا اعتقلوا في درعا هذا الشهر بعد كتابة شعارات على الجدران مستلهمين الثورتين في مصر وتونس اللتين أطاحتا برئيسي البلدين من السلطة. وتطالب القائمة بتفكيك مقار الشرطة السرية في درعا وعزل المحافظ وإجراء محاكمة علنية للمسئولين عن القتل وشطب اللوائح التي تقضي بالحصول على إذن من الشرطة السرية لبيع وشراء عقارات. وقال ناشط لرويترز “إذا لم يستجيبوا فان الاحتجاجات ستتصاعد.” وذكر بيان رسمي إن وزارة الداخلية شكلت لجنة للتحقيق في “الأحداث المؤسفة” في درعا. ودرعا موطن لآلاف النازحين من شرق سوريا حيث غادر ما يصل إلى مليون شخص ديارهم بسبب أزمة مياه خلال السنوات الست الماضية. ويقول خبراء إن سوء إدارة الدولة للموارد فاقم من الأزمة. واكتسبت الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة في سوريا — مستلهمة الانتفاضات في العالم العربي — قوة دافعة الأسبوع الماضي بعد احتجاج صامت في دمشق من جانب 150 شخصا طالبوا بالإفراج عن آلاف السجناء السياسيين. وقال محام إن ناشطة على الأقل من درعا هي ديانا الجوابرة شاركت في الاحتجاج. واعتقلت وهي تواجه اتهامات بإضعاف الروح الوطنية مع 32 محتجا في السجن. وكانت الجوابرة تشارك في حملة للافراج عن 15 من تلاميذ المدارس الذين اعتقلوا في درعا هذا الشهر بعد كتابة شعارات على الجدران بالهام من الثورات في مصر وتونس التي أطاحت برئيسي البلدين من السلطة. وقال الرئيس السوري بشار الاسد في مقابلة في يناير كانون الثاني ان القيادة السورية وثيقة الصلة بمعتقدات الشعب وانه لا يوجد استياء شعبي. وقال دبلوماسي في العاصمة السورية “القيادة أعطت اشارة واضحة على انها ليست في عجلة من أمرها لاجراء اصلاح سياسي اساسي.” وفي خطوة نظر اليها على انها محاولة لمعالجة الاستياء اصدر الاسد مرسوما يوم السبت يخفض مدة الخدمة العسكرية الاجبارية إلى 18 شهرا من 21 شهرا.