حظيت البورصة المصرية بأسبوع آخر من الهبوط والتراجع والتوتر الشديد الذي انعكس بوضوح على مؤشرات السوق وأسهمه ومجموع المستثمرين فيه. استهلت البورصة الأسبوع الحالي من شهر يونيو بهبوط شديد في جلسة الأحد بلغت قيمته أكثر من 150 نقطة على مستوى مؤشر الكبار EGX30.. تبعه هبوط آخر في جلسة الاثنين ثم حالة من التعريض في جلستي الثلاثاء والأربعاء دون تحديد واضح لاتجاه السوق وهو ما علقنا عليه وذكرناه في جلسات الأسبوع الأخيرة. ثم اختتم السوق أسبوعه الحالي بهبوط تجاوزت قيمته 105 نقطة وهو ما يُمثل نسبة 1.66 من قيمة المؤشر حتى بلغت قيمة الفاقد الأسبوعي 123 نقطة وهو ما يُمثل 2% تقريباً من قيمة المؤشر. أغلق EGX30 في جلسة الخميس عند 6243 هو ما يؤهله لمزيد من الهبوط لاختبار خط 6200 على الأقل .. وهو الخط الذي رغم أننا لا نتوقع كسره فوراً نظراً لأهميته ولأنه من المتوقع أن يتربص المشتري بالبائع هناك .. إلا أن كسر هذا الخط يُدخل السوق في حسبة جديدة شديدة الصعوبة قد تزيد من مُعدل الهبوط والتراجع. أما على مستوى مؤشر الأسهم المتوسطة والصغيرة EGX70 فقط فقد ما نسبته 1.2% من قيمته خلال الأسبوع تقريباً .. ورغم أن النسبة قد تظهر أقل من نسبة هبوط EGX30 إلا أن المؤشر مستمر في هبوطه للأسبوع الخامس على التوالي وهو ما أفقده 6.3% من قيمته وهي قيمة كبيرة جداً خاصة إذا ما علمنا أن المؤشر لم يستفد من تحمس السوق والارتفاعات الكبيرة التي أصابت EGX30 خلال شهر إبريل الماضي. إغلاق هذا الأسبوع عند 539 يؤكد كسر المؤشر لخط 550 وهو ما يُمثل الكثير من الخطورة على المؤشر وأسهمه..حيث يؤهله هذا الكسر لاستهداف خط 500 ثم 470 خاصة بعد أن تكون شكل قمم ثلاثية هابطة على الشارت الأسبوعي للمؤشر. على مستوى قيمة تداول السوق فهي من سىء إلى أسوأ على مدار الأسابيع الأخيرة حيث بلغت قيمة تداول الأسبوع 2.9 مليار جنيه تقريباً .. وهي إشارة إلى تراجع إغراء الفرصة الاستثمارية في البورصة وأيضاً إشارة تراجع قوى البيع .. والأسابيع القادمة سُتحدد لنا أكثر ما يُمثله هذا التراجع الواضح في قيمة التداول ولأي الاحتمالين يميل. على مستوى أسهم البورصة فقد أصابها الإعياء من استمرار الهبوط لأسابيع طويلة وضع بعضاً منها عند تحت مقاومات صلدة يصعب اختراقها صعوداً إلا بارتداد حقيقي وعودة حالة الاطمئنان للسوق مرة أخرى وهو أمر مُستبعد في ظل الإدارة الحالية للبورصة. أما على مستوى الأسهم القيادية فقد استمر سهم المُضاربة الأكبر في السوق أوراسكوم تليكوم في تلاعباته اليوم ليؤكد لنا يوماً بعد يوم أن السهم يتحكم به مُتلاعب من النوع الردىء الذي لا يعنيه إلا تريدة سريعة يُنهي بها الجلسة دون أن يلتفت لتأثير ذلك على حاملي السهم أو حتى السوق باكمله... فقد شهد السهم في أسبوعه الحالي والماضي هبوطاً بدأ في صورة صعود خادع في أغلب الجلسات الأخيرة ثم تحول الارتفاع الكبير إلى هبوط حاد ضغط على كل مؤشرات السوق وأسهمه. وكانت مُحصلة التلاعب لهذا الأسبوع فقدان السهم لما نسبته 4.6% من قيمته. جدير بالذكر أنه بعد أن عاد سهم العربية للاستثمارات إلى داخل المقصورة بعد سنوات من المحاولة والعناء وبعد عدد قليل من الجلسات أصبح لسان حال المستثمرين في السهم يقول "ياليته ما دخل وياليتنا ما دخلنا فيه". حيث بدأ السهم أسبوعه الماضي بارتفاع بلغت نسبته 60% ثم فقد من هذه القيمة نصفها تقريباً قبل أن تُغلق الجلسة ثم استمر في التراجع والهبوط طوال الأسبوع الماضي والحالي أيضاً حتى عاد لسد فجوته ودفع ثمن تحمسه في جلسته الأولى داخل المقصورة ليُغلق في نهاية الأسبوع الحالي عند 1.24 بعد أن اختبر 1.21 (1.23 هو الحد السفلي لفجوة السهم). بذلك يكون الوافد الجديد قد فقد 14% تقريباً من قيمته خلال الأسبوع الحالي فقط...وفقد 22% من قيمته منذ عاد ليُشرف سوق المقصورة الملكية.