استمرت اليوم مذبحة البورصة والأسهم وهبط مؤشر الأسهم القيادية EGX30 أكثر من 222 نقطة مستهدفاً 6694. وبذلك يُتوقع للمؤشر أن يتجه نحو 6575 على الأقل والتي بكسرها نتوقع 6500 ثم 6380. وكما ذكرنا الأسبوع الماضي فالمستهدفات الهبوطية والسلبية تتحقق كلما تراجعت الثقة ووصلت إلى حد الانعدام وكلما زاد التوتر والخوف والفزع...هذه القراءة تضع السوق على أعتاب سيناريو قد يقترب بنا كثيراً من المستهدفات الهبوطية التي سبقت العام الحالي خاصة وأن مؤشرات السوق والأسهم بدأت بالفعل في كسر دعوم شهرية وربع سنوية ونصف سنوية بل واقترب الكثير منها من قيعانه السنوية. على مستوى EGX70 مؤشر الأسهم المتوسطة والتي يُطلق عليها مجازاً أسهم الأفراد فقد كان حظه عاثراً أكثر من أسهم الكبار .. فالمؤشر في حالة من جني الخسائر –وليس جني الأرباح- حيث أنه من هبوط إلى هبوط وأغلب أسهمه لم ترتفع حتى تهبط بهذه الطريقة الحادة والتي تبلورت في جلسة اليوم لتشهد الأسهم أسوأ جلساتها..فمن كان يظن أن سهم الجيزة العامة للمقاولات سيعاود الهبوط ل33 جنيه .. أو أسيك للتعدين الذي صبر عليه الناس لسنوات وعندما بدأ في الارتداد والتحرك انقض عليه السوق ورماه مرة أخرى لحدود 16 جنيه ... وسماد مصر الذي أصبح ب10 جنيهات وغيرهم العشرات من الأسهم التي مات أصحابها كمداً من وقع الخسارة والقهر. وللأسف الشديد وكالعادة اختبأ نمور وعمالقة هيئة البورصة في جحورهم ولم يسمع الناس لهم صوتاً بعد أن تسببوا هم أنفسهم في هذا القدر من عدم الاستقرار والتوتر وانعدام الثقة خاصة وأن ما يحدث اليوم هو سيناريو مرسوم تكرر أكثر من مرة وشرحناه وأوضحناه أيضاً أكثر من مرة...ويتلخص هذا السيناريو في دفع الكبار للسوق لأعلى حتى تمتلىء بطونهم بأموال وأسهم الناس ثم يخرج علينا أحد مسؤلي الهيئة وعلى رأسهم ماجد شوقي ليبدأ في بث الرعب في نفوس الناس بالتهديد والوعيد والإيقاف فيتحول السوق من ارتداد وارتفاع إلى انهيار وهبوط ويأتي الكبار في الوقت المناسب لتجميع الأسهم من أيدي الناس بأرخص من التراب ثم يبدأ ارتداد جديد يدخل فيها الناس مرة أخرى ليشتروا ما باعوه من أسهمهم على أسعار شديدة الارتفاع لا تسمح لهم أبداً بالخروج الرابح أو حتى الآمن. هذا السيناريو القمىء يتكرر كل يوم في البورصة التي قلنا دائماً أنها مرآة الدولة التي عم فيها الفساد وصار الصغار فيها أفراداً تتناوب عليهم الذئاب واللصوص وقطاع الطرق. جدير بالذكر أن نبرات الغضب قد ارتفعت من جديد بين مستثمري البورصة بعد أن فاض بهم وانتشرت الدعاوي لتنظيم مُظاهرة واعتصام أمام مجلس الشعب غداً الاثنين في الواحدة ظهراً لمطالبة نواب الشعب بالقيام بواجباتهم تجاه ما يحدث من فساد في هيئة البورصة وما وصلت إليه من تردي وانهيار تسبب في خراب بيوت الناس وقطع أرزاقهم وتآكل أموالهم.