اعادت الرابطة العربية الاوروبية، نشر رسما كاريكاتوريا يسخر من الادعاء بان محرقة الهولوكوست، راح ضحيتها مايزيد عن ستة ملايين من اليهود، وتحدت الرابطة بذلك قرار من المدعى العام الهولندى بعدم اعادة نشر الرسوم والا تعرضت للملاحقة القانونية. ولم يجد قرار الادعاء العام الهولندى، تأييدا من الطرفين سواء الرابطة العربية الاوروبية التى اعادت بالفعل نشر الرسم على موقعها بالانترنت، ولا من جانب المركز الاسرائيلى للمعلومات والتوثيق الذى تقدم قبل ثلاث سنوات، بشكوى قانونية احتجاجا على هذا التصرف من جانب الرابطة. ويرى المدعى العام إن رسما يقدم الهولوكوست على أنه قصة "مفبركة" جرم يعاقب عليه، لكنه قرر عدم ملاحقة الرابطة شرط ألا تعيد نشره، وهو ما لم يحدث الآن.وقال مكتب الادعاء العام أيضا إن رسوما دانماركية مسيئة للنبى محمد أعاد نشرها على موقعه زعيم أقصى اليمين الهولندى غيرت فيلدرز، مسموح بها لأنها "تخص النبى محمد ولا تقول أى شيء عن المسلمين كمجموعة" فى حين أن "اليهود يساء إليهم كمجموعة" ب"الادعاء أن قتل ستة ملايين يهودى قصة مصطنعة". وبعد مرور يومين فقط على قرار الادعاء العام ،قررت الرابطة العربية الأوروبية إعادة نشر الرسوم التى اعتبرها المدعى العام الهولندى مسيئة لليهود، وتراجعت الرابطة عن قرارها بالانصياع لأمر أولى منه ،لأنه اعتبر نشر رسوم اعتبرت مسيئة للنبى محمد عليه السلام أمرا قانونيا. وعلى موقعها بالانترنت قالت الرابطة، التى تعتبر نفسها احدى الجهات المدافعة عن حقوق الجاليات العربية والمسلمة فى أوروبا، إنها بإعادة نشر الرسوم تريد أن تجعل ضمنا المدعى العام يلاحقها قانونيا لتبت المحاكم فى الموضوع. ويتعلق الأمر برسوم عن الهولوكوست والمثليين وهتلر، نشرت قبل ثلاث سنوات ولم تلاحق الرابطة بسببها حينها، لكن مطلوبٌ منها الآن إزالتها فى أسبوعين تحت طائلة الملاحقة. وقرر رون نافتانييل مدير المركز الإسرائيلى للمعلومات والتوثيق صاحب الدعوى الأصلية، استئناف قرار عدم الملاحقة، قائلا "مخجلٌ أن الأمر استغرق من المدعى العام ثلاث سنوات ونصف ليتخذ قرارا فى رسوم الرابطة العربية الأوروبية". ونقلت وكالة الأنباء الهولندية عن رئيس الرابطة عبد المطلب بوزردة قوله "يُعطى الحق لفيلدرز ليستطيع مواصلة نشر رسوم يعتبرها مليار ونصف مليار شخص مسيئة، وعلينا نحن إزالة رسوم قد تكون مسيئة لليهود" متهما المدعى العام بنهج سياسة الكيل بمكيالين.وحسب بوزردة، قرر الادعاء عدم ملاحقة الرابطة فقط خوفا من غضب المسلمين الذين لن يفهموا لم تدان الرابطة بسبب رسوم الهولوكوست ولا يدان فيلدرز الذى نشر الرسوم المسيئة للنبى محمد عليه السلام. وقال بوزردة "دعوا المدعى العام يلاحقنا بكل الوسائل: فنحن نريد حكم محكمة". والرابطة التى تتخذ من بلجيكا مقرا لها، وأسسها اللبنانى دياب ابوجهجه مع عدد اخر من المغاربة واللبنانيين، ذاع صيتها على المسرح السياسى البلجيكى والهولندى عقب مساندتها لدعوى قضائية فى بلجيكا عام 2001، ضد رئيس الوزراء الاسرائيلى ارييل شارون لمحاكمته كمجرم حرب عن دوره فى مذابح صابرا وشاتيلا اثناء الغزو الاسرائيلى للبنان عام 1982وكان يتولى وقتها حقيبة الدفاع. ولكن الغاء المادة التى تعطى الحق للقضاء البلجيكى فى ملاحقة مجرمى الحرب كانت وراء اغلاق الملف. وبثت الرابطة العربية الاوروبية فى مارس من العام الماضى فيلما على الانترنت يحمل اسم المفتنون، وقالت انه جاء ردا على فيلم فتنه الذى عرضه اليمينى الهولندى خيرت فيلدرز، وجاء التعليق على الفيلم الذى يستمر عرضه7دقائق بصوت اللبنانى دياب ابوجهجه، والذى بدأ الفيلم بالاشارة الى ماوصفه بالفاشية الاميركية ،ثم لقطات لما تعرض له الاجانب فى اوروبا من مظاهر العنصرية، وتناول بعدها العنصرية بالتحديد فى هولندا ومظاهرات تطالب بحظر المساجد، وتحدث الفيلم عن السياسى فيلدرز وقال "انه من مواليد مقاطعة فينلو الهولندية ولكن اصوله الحقيقية غير معروفة، واشار الى ان زوجته مجرية يهودية ،وتناول رئيس الرابطة من خلال التعليق على الفيلم الاشارة الى الزيارات المتعددة التى قام بها فيلدزر الى اسرائيل، وتصريحات له جاء فيه انه زار معظم دول العالم ولكن اسرائيل لها مكانه خاصة ،واشار الفيلم الى وجود اتصالات بين فيلدرز والموساد ،فضلا عن اللقاءات المتكررة التى اجراها مع مسئولين اسرائيليين ،على اعلى المستويات ومنهم رئيس الوزراء الحالى ايهود اولمر ت والسابقين باراك وشارون. الفيلم تناول بعد ذلك ماتعرض له المسلمون من تعذيب ومعاملة قاسية ،بحجة العمل على مكافحة الارهاب، وعرض مشاهد لماجرى فى سجن ابوغريب وافغانستان، ومايتعرض له المواطنين فى الاراضى الفلسطينية على ايدى جنود الاحتلال . وقال عبد المطلب بوزردا رئيس فرع الرابطة العربية الأوروبية فى هولندا أن الرابطة عملت على انتاج فيلم وثائقى قصير كرد على الفيلم الذى انتجه السياسى الهولندى المتطرف غيرت فيلدرز. و أضاف بوزردا " بأن "الرابطة هى من مناصرى حرية الرأى المطلقة الا أنها تعتبر أيضا أن للمسلمين حق الرد و عليهم أن يستعملوه, فعندما ثارت قضية الرسوم المسيئة للرسول فى الدنمارك، قامت الرابطة بالرد من خلال انتاج رسوم تستفز المواطن الأوروبى فى ما يعتبره محرما، لتجعله يفهم مدى الاهانة التى شعر بها المسلمون حينها، و كذلك اليوم و بدل الرد من خلال العنف و الهستيريا تصدر الرابطة فيلمها الخاص الذى يفند ادعاءات فيلدرز، و يحذر من المخاطر التى يحملها هذا الخطاب العنصرى فى طياته". وقال أن الرابطة العربية الأوروبية ترفض المنطق الداعى الى تجاهل فيلدرز و اعتباره حالة استثنائية، و هو ما تروج له الحكومة الهولندية من خلال أدواتها من السياسيين العرب المنتخبين على لوائح أحزابها، و الجمعيات التى تعتاش على فتات تمويلها. أما الحقيقة فهى و للأسف أن فيلدرز يمثل تيارا واسعا فى المجتمع الهولندي، و بل أنه و تياره يمثلان قمة جبل الجليد العنصرى و الاسلاموفوبي، الذى يكمن تحت محيط التسامح الهولندى الدافئ. و من هذا المنطلق فان الرابطة من منطلق كونها حركة شعبية مستقلة للمواطنين الهولنديين من اصل عربي، رفضت الاكتفاء بدور المروج الدعائى للحكومة من أجل اطفاء الغضب العربى و المسلم على هذا الفيلم ،و أخذت هذه المبادرة للرد على عنصرية فيلدرز من خلال عمل حضارى و معنوى راق.