مبارك وأوباما فى لقاء القاهرة فى دورات تحليلية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى أنجزها الباحثان ديفيد شنكر وسكوت كاربنتر بخصوص زيارة الرئيس مبارك لواشنطن جاء فى الدراسة: " تأتى أول زيارة يقوم بها الرئيس مبارك للولايات المتحدة منذ 6 سنوات تتويجا لجهود الإدارة الامريكية لمدة 6 أشهر لاستئناف تسيير العلاقات بين القاهرةوواشنطن بشكل طبيعى بعد سنوات من التوتر مع الإدارة الأمريكية السابقة التى ركزت على ملفات حقوق الإنسان والديموقراطية والتنمية التقليدية التى كانت تجرى فى إطار "الصفقة", والآن يتم فعلياً إستعادة العلاقات مقابل التعاون على تحقيق المصالح المتبادلة فى عملية السلام والتهديد الإيرانى بعد أن هدأت واشنطن - على ما يبدو- مخاوف الحكم الداخلية فى مصر، بينما تساعد هذه الدينامية الجديدة فى تخفيف بعض الأزمات الإقليمية والتحديات السياسية والاقتصادية التى تواجهها القاهرة خاصة أن الدولة المصرية دخلت المرحلة الحقيقية لإنتقال السلطة منذ 28 عاما مضت".. واستعرضت الدراسة التاريخ القريب للعلاقات المصرية الأمريكية، حيث أشارت لمقولة كوندليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة فى إدارة بوش، فأثناء زيارتها لمصرعام 2005 قالت "لقد راهنت الولاياتالمتحدة لمدة 60 عاما على تحقيق الاستقرار فى هذه المنطقة على حساب الديمقراطية فلم نحقق إياً منهما". وأشار التقرير أيضا إلى أن مصر وأمريكا وقعا مذكرة تفاهم عام 2004 تم فيها ربط المساعدات بمعايير محددة لإصلاح القطاع المالى فى مصر، وفى أثناء الولاية الثانية للرئيس بوش تم التركيز على الاصلاح السياسى حتى ان الأدارة الأمريكية خصصت عام 2006، ما يقارب 50 مليون دولار كمساعدات اقتصادية لمصر لتعزيز الديموقراطية ورفضت مصر السماح لمنظمات المجتمع المدنى الاستفادة من هذه المنحة. ويمضى التقرير يعدد انتهاكات حقوق الإنسان فى مصر طبقا لتقارير مؤسسة "فريدوم هاوس" ويشير أيضا إلى إدخال تدابير قانون الطوارئ فى مواد الدستور المصرى ووضع معايير لمرشحى الرئاسة تضمن أن يحصل عليها جمال مبارك بينما يعارض الإسلاميون والعلمانيون ترشح جمال مبارك لها. وعلى الرغم من ذلك هناك جانب مشرق فى العلاقات، كما يشير التقرير ويتمثل هذا الأشراق فى السياسة الفلسطينية ومحاولات مصر اقناع حماس بالإنضمام إلى حكومة الوحدة الوطنية وهو شرط أساسى فى "ذهن" القاهرة لاستئناف مفاوضات السلام، وبذل مصر جهودا لتقويض مبادرة سياسية لتعزيز التقارب بين سوريا والمملكة العربية السعودية, وتلعب مصر دورا أكثر نشاطا فى القضاء على تسريب الأسلحة عبر الأنفاق إلى غزة الفلسطينية. أما العنوان الثانى الأبرز فى الجانب المشرق للعلاقات المصرية الأمريكية، فيتمثل - حسب التقرير - فى مواجهة إيران التى تجلت فى القبض على خلية حزب الله التى تعكس مناورة إيرانية لزعزعة أمن الدولة فى مصر, لكن الأمر الأكثر وضوحاً - حسب التقرير - للتعبير عن موقف مصر ضد إيران هو سماح القاهرة للغواصة الإسرائيلية دولفين بعبور القناة إلى البحر المتوسط وبعد مدة قصيرة سمحت بعبور حاملات الصواريخ الفرقاطتين حنات وإيلات وهو أمر لم يكن يسمح به من قبل. وحسب التقرير فكل خطوة أتخذتها القاهرة فى هذا الإتجاه كان لصالح الأمن القومى المصرى وليس بإعتباره لصالح أمريكا. وعندما سئلت هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية عن حقوق الإنسان فى مصر فى مقابلة مع قناة العربية أجابت: "هناك مجال للتحسن"، وذلك فى الوقت الذى خفقت فيه الولاياتالمتحدة مساعدات تعزيز الديمقراطية فى مصر بأكثر من 60%. وختاماً يشير التقرير إلى أنه ليس هناك توقعات واضحة ومن الصعب قياس نجاح القمة أبعد من احتمال أن تستضيف شرم الشيخ قمة أخرى للسلام، لكن لا تزال مصر شريكا إستراتيجيا لأمريكا فى المنطقة المضطربة، ولكن مصر نفسها أيضا مضطربة حيث تواجه تحديات اجتماعية هائلة.