فى دراسة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، قبل وصول الرئيس حسنى مبارك إلى العاصمة الأمريكية، ذكر خبيران على صلة قوية بالإدارة. وبأصدقاء إسرائيل أن هذه الزيارة تمثل ما يطلق عليه «إنجاز مصرى»، حيث يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد تخلت عن سياسة إدارة الرئيس السابق جورج بوش فى الاعتماد على السعودية فى ملفات الشرق الأوسط المهمة مثل محاصرة إيران والصراع العربى الإسرائيلى. وتناول كاتب الدراسة سكوت كاربنتر وديفيد شنكر ما يريانه تغييرا فى أولويات الإدارة الأمريكية تجاه مصر ودورها الإقليمى. ويرى الكاتبان أن إدارة أوباما تخلت عما نادت به الإدارة السابقة من ضرورة الإصلاح السياسى وتحسين سجل حقوق الإنسان وتحقيق تطور ديمقراطى فى مصر، مقابل أن تقوم القاهرة بدور نشط فى احتواء التهديد الإيرانى وتطوير عملية السلام بين العرب وإسرائيل. ويعكس انعقاد القمة تطورا فى العلاقات المصرية الأمريكية منذ قدوم أوباما للحكم، ويعدا إنجازا كبيرا لمصر بحسب الدراسة فهو بمثابة عودة للاعتماد على القاهرة بديلا عن المملكة العربية السعودية، التى اعتمدت عليها بصورة كبيرة إدارة الرئيس بوش. ولكن السعودية بدت غير قادرة على التعاطى مع المبادرات الأمريكية. وفى هذا السياق، أظهرت نتائج استطلاع لرأى الأمريكيين أجرته مؤسسة «راسموسن ريبورتس» أن مصر هى الحليف الأول عربيا للولايات المتحدة ثم تأتى بعدها السعودية، فى حين لا تزال إيران تعتبر «العدو الأول للأمريكيين فى المنطقة». وأشارت الدراسة إلى أن الحكومة المصرية تبنت عدة خيارات استراتيجية فيما يتعلق بإيران وعملية السلام العربى الإسرائيلى لخدمة الأمن القومى المصرى، وأن إدارة أوباما ترى فى الخيارات المصرية ما يخدم فى الوقت نفسه العلاقات بينهما. وترى الدراسة أن «استمرار الضغط المصرى على حركة حماس عن طريق وقف التهريب من سيناء لقطاع غزة، إضافة لمنع حصول حماس على المزيد من الأموال، يعكس أهمية دور مصر فى هذه القضية». وفيما يتعلق باحتواء إيران، أشارت الدراسة إلى عمليات القبض الأخيرة على خلية تابعة لحزب الله فى مصر، لبيان أهمية الدور المصرى فى هذا الخصوص. وانتهت الدراسة المقتضبة بالإشارة إلى صعوبة قياس نجاح الزيارة وذكرت الدراسة أنه بخلاف احتمال استضافة مصر لمؤتمر سلام آخر يعقد بشرم الشيخ، لم يتضح ما تتوقعه الإدارة من مصر تحديدا حتى الآن. وفيما أشارت الدراسة إلى أن الإدارة الجديدة لا ترغب فى المخاطرة بخسارة التعاون المصرى الاستراتيجى فى ملفى حماس وإيران. إلا أنها أشارت فى الوقت نفسه إلى أن توقيت الزيارة الذى يجىء قرب حدوث عملية تغيير «فى الحكم» داخل مصر، سيكون هو التوقيت الجيد لتتحدث الإدارة مع الرئيس مبارك عن قضية طريقة الحكم فى مصر بطريقة جادة، وأقل علنية.