قال معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إن موقف الرئيس مبارك من خلافة ابنه «لازال غير مؤكد بشكل مثير للدهشة»، وإن البرادعى يبدو متأثرا برئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان. وذكر باحثون ومسئولون أمريكيون فى الجلسة التى عقدها المعهد، أن رحيل الرئيس مبارك سوف يجعل مصر فى مفترق طرق، وقال إن «حالة الاستقرار التى وصلت إلى حد تجميد التطور السياسى على مدار 30 عاما» قد تدفع الرئيس الجديد إلى السعى للحصول على شرعية جديدة من خلال تبنى سياسة تسعى لإرضاء الشعب، وتجعل السلام البارد بين مصر وإسرائيل أكثر فتورا. ولم يستبعد الخبراء أن يتبنى جمال مبارك هذا الاتجاه، ولكنهم أكدوا أن البرادعى ألمح إلى انتهاجه هذه السياسة متأثرا بأردوغان. وكان مشروع «فكرة» التابع لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، قد عقد حلقة نقاشية مغلقة لمجموعة من الباحثين والدبلوماسيين الأمريكيين السابقين وبعض المسئولين والناشطين، لمناقشة مستقبل الحكم فى مصر، وكيفية تعامل الولاياتالمتحدة مع سيناريوهات ما بعد مبارك، ونشر سكوت كاربنتر، الباحث بمعهد واشنطن ومدير مشروع فكرة، بعض مما دار فيها على الموقع الإلكترونى للمعهد. وطرح الاجتماع عددا من الأسئلة، حول كيفية اختيار خليفة الرئيس مبارك، ومن سيكون الرئيس القادم؟ وهل سيحترم الرئيس القادم المصالح الأمريكية الجوهرية أم يتحدها؟ وكيف تنمى الولاياتالمتحدة هذه المصالح فى مصر ما بعد مبارك؟». ويرى كاربنتر أن معارضة الرأى العام المصرى لفكرة التوريث، وما سماه ب«ظاهرة البرادعى» يتحديان أحلام جمال مبارك. وعدد كاربنتر الاحتمالات الواردة سواء باختيار الرئيس المقبل من داخل المؤسسة الحاكمة أو من الشخصيات المستقلة وعلى رأسها البرادعى وقال «لأن المصريين يعتبرون أنهم يعيشون فى بلد يحكمه القانون فإنه من المحتمل أن يتبعوا الدستور، لكن إذا قررت النخبة داخل الحزب الوطنى اختيار مرشح آخر بخلاف جمال مبارك، فهم قادرون بشكل تام على التلاعب بالقانون لضمان نجاح رجلهم». وأضاف: «السؤال الفاصل فيما إذا كان الرئيس مبارك يريد لولده أن يعتلى الحكم أم لا، ما يزال غير مؤكد بشكل مثير للدهشة. نظريا فإن مسار ما تم من تعديلات دستورية والتطورات القانونية الأخرى تعنى أنه يريد أن يخلفه جمال. ومع ذلك فإن فشل الابن فى الحصول على تأييد واضح أدى إلى زيادة الشك حول حقيقة أفضليات الرئيس. علاوة على ذلك، فإن بعض المراقبين يعتقدون أن الحصول على هذا التأييد هو فرصة جمال الوحيدة للفوز بالرئاسة. وقال كاربنتر: «بافتراض أن تتبع مصر العملية الدستورية فى اختيار الرئيس المقبل، ومع استبعاد جمال، من يستطيع أن يكون الرئيس المقبل؟» واستعرض كاربنتر الأسماء المطروحة: صفوت الشريف، حسب اعتقاده، وأحمد نظيف، ووصفهما بأنهما أكثر الأسماء تداولا داخل الحزب الوطنى. وقال كاربنتر إن من بين الأسماء المطروحة من خارج الحزب الوطنى، اللواء عمر سليمان، ووصفه بأنه «المفضل للكثيرين فى القاهرةوواشنطن التى تفضل الغرف الخلفية والشعر الأبيض عن الشاب قليل الخبرة». وعلى واشنطن أن تستعد لاحتمال أن يسعى الرئيس الجديد للحصول على شرعية داخلية من خلال تبنى سياسة خارجية شعبوية، وهو احتمال قائم مع المرشحين الرسمين مثل جمال مبارك، أو من خلال السيناريو المستبعد بشكل كبير وهو تمكن أحد الشخصيات من خارج النظام فى الفوز. مشيرا إلى أن البرادعى لمح إلى إمكانية تبنيه مثل هذا المدخل خلال حديث أدلى به لمجلة دير شبيجل، حينما قال إن فتح معبر رفح بشكل دائم لن يضر الأمن المصرى، وقلق الغرب تجاه المشروع النووى الإيرانى مبالغ فيه، ويبدو أن البرادعى متأثر فى هذا التوجه برئيس الوزراء التركى طيب أردوغان، وهو الرجل الذى وصفه البرادعى «بالبطل العربى» وقال التقرير «لو أن الرئيس المقبل فى القاهرة تبنى مثل هذه السياسة الشعبوية فإن السلام البارد بين مصر وإسرائيل سيصبح أكثر فتورا» «وطالب كاربنتر باستغلال فرصة وجود مبارك فى واشنطن الأسبوع للتأكيد على أن سياستها مفهومة بشكل واضح للشعب وللنخبة الحاكمة فى مصر، ومن ثم يكون الوضع الأمريكى فى مصر بعد الانتقال على أقل بنفس درجة القوة إن لم يكن أقوى مما هو عليه اليوم».