"إسرائيل غائبة عن القارتين أمريكا الجنوبية وأفريقيا".. ما سبق هو تصريح أطلقه أفيجدور ليبرمان بعد عودته منذ أيام قليلة من زيارته للبرازيل التى غاب عن زيارتها الدبلوماسيين والسياسيين الإسرائيليين لمدة 23 عاماً. .. ويمكننا ان نصدق ليبرمان فى أن إسرائيل غائبة عن البرازيل أو أمريكا الجنوبية كلها بسبب البعد الجغرافى أو عدم إلحاح المصالح العاجلة، لكن هل يمكن أن نصدق "ليبرمان" فى أن إسرائيل غائبة عن أفريقيا؟! والتصريح التالى لليبرمان بعد عودته من البرازيل هو اعتزامه القيام بجولة أفريقية تشمل أثيوبيا وأنجولا ونيجيريا وأوغندا خلال الشهر القادم ولن يذهب وزير الخارجية الأمريكى بيده فارغة لكنه سوف يحمل فى حقيبته عقودا وعهودا سخية إلى تلك الدول تتمثل فى مشاريع زراعية ومعاهدات فنية وبعثات من الخبراء الإسرائيليين لتعليم الأبناء الفقراء لتلك الدول، علاوة على شحن صفقات أسلحة وإرسال خبراء عسكريين لتدريب أبناء هذه الدول على التقاتل فيما بينهم. ولا تخجل الصحافة الإسرائيلية أن تعلن أن هناك تمويلات سرية أرسلتها أمريكا إلى النقابات العمالية لإسرائيل "الهستدروت" لتمويل تلك الأنشطة فى أفريقيا. كما لا تتجمل حين تعلن أن جانبا من هذه الأموال كانت تستخدم فى دفع مرتبات ومزايا لعملاء الموساد فى تلك الدول ومنهم من ذكرتهم بالاسم مثل "ديفيد كيمحى" و"روفن ميرهاف" و"ناحوم أدمونى" الذين قضوا سنوات عمرهم المبكرة فى العمل المخابراتى فى أفريقيا. وحتى لا نغرق فى تلك التفاصيل التى سربتها الصحافة الإسرائيلية قبل أن تعلن أن هدف زيارة ليبرمان الأمن والإقتصاد من أجل مجابهة النفوذ الإيرانى فى البرازيل أو أفريقيا, أقول أن الهدف الحقيقى غير المعلن من الزيارة والذى سوف تركز عليه الدبلوماسية الإسرائيلية يتعلق بمشكلة مياه النيل وعرقلة جهود مصر لإحتواء دول أعالى النيل والرد على مشاريعها فى هذه الدول بتقديم رشاوى أكثر سخاء!