«للأسف.. ظلت إسرائيل للعديد من السنوات غائبة عن قارتى أفريقيا وأمريكا اللاتينية، ولم تحظ فيهما بمكانة جيدة». هكذا علق وزير الخارجية الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان على جولته الشهر الماضى فى أمريكا اللاتينية، وجولته المرتقبة الشهر المقبل فى أفريقيا، من خلال تصريحات لصحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية نشرتها أمس. وأضافت الصحيفة أن ليبرمان يخطط حاليا لجولة «واسعة وخارجة عن المعتاد» فى أفريقيا ستقوده إلى كل من: أنجولا، ونيجيريا، وإثيوبيا، وكينيا وأوغندا. والدول الثلاث الأخيرة هى من دول منبع نهر النيل المختلفة مع مصر حاليا بشأن حصص المياه، حيث تطالب هذه الدول باتفاقيات جديدة ربما تؤثر على حصة مصر التاريخية من المياه، وهى 55 مليار متر مكعب سنويا. ويتهم مسئولون مصريون إسرائيل بتحريض بعض دول المنبع لإثارة قضية حصص المياه، للإضرار بالأمن القومى المصرى. ولفتت «هاآرتس» الانتباه إلى أنه منذ خمسين عاما لم يقم وزير خارجية إسرائيلى بجولة أفريقية واسعة كتلك التى يعتزم ليبرمان القيام بها، مضيفة أن إسرائيل كان لها وجود أكبر فى أفريقيا فى الخمسينيات والستينيات من القرن الماضى مقارنة بالوقت الحالى، من خلال تقديم مساعدات زراعية وفنية لبعض دولها، وإرسال خبراء إسرائيليين، وتعليم الطلاب الأفارقة فى إسرائيل، ومن خلف الكواليس زودت إسرائيل الأفارقة بالسلاح وزودتهم بالخبراء العسكريين، وزرعت عملاء لجهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد). وبحسب الصحيفة فإن ثمة دولا أفريقية تمثل أهمية استراتيجية خاصة لإسرائيل، وهى دول منطقة القرن الأفريقى، مثل إثيوبيا، وكينيا والسودان؛ لكونها تسيطر على ممرات الملاحة إلى ميناء إيلات الإسرائيلى، ولقربها من مصر، اليمن والسعودية. وانطلاقا من هذه الأهمية يتورط عملاء «الموساد» فى الشئون الداخلية للدول الأفريقية، مضيفة أنه وفقا لبعض التقارير فإن إسرائيل متورطة فى انقلابات فى أوغندا وزنجبار. وشدد ليبرمان على أن الهدف من زيارته هو «إظهار وجود إسرائيلى فى أفريقيا. أريد أن أبلغ القادة الذين سألتقيهم بأن أفريقيا مهمة لإسرائيل. لا يجب علينا أن نهملهم، خاصة فى ظل جهود دول مثل إيران للتأثير عليهم». ويعتزم ليبرمان أن يصطحب معه العشرات من رجال الأعمال، معظمهم من شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية واستخراج الماس، إضافة إلى مستشارين أمنيين. غير أن «هاآرتس» تنصح ليبرمان بأنه ربما يكون من الأفضل له أن يصطحب معه المزيد من المستشارين الزراعيين وخبراء فى الصحة والتعليم بدلا من تجار الأسلحة.