صفوت ال... "شريف" فى ساعة واحدة: صدر حكمان قضائيان، الأول ضد متهمين بالاعتداء على أفراد الأمن المركزي فى أحداث ميدان سيمون بوليفار، بالسجن ثلاثة سنوات........ وآخر بالإفراج بكفالة عن "صفوت الشريف" المتهم في قضية تتعلق بالذمة المالية.
ولا شك أن هناك جريمة قد ارتكبت فى القضيتين، وأن لا مبرر لمجرم كي يفلت من العدالة، سواء صغر جرمه أم كبر، ولكن.......... ألا يجب أن يكون هناك فرق، بين عقاب يجب أن يلقاه شاب ارتكب جريمته فى لحظة يأس أو غضب أعمي أو استدراج من رفقاء السوء، أو حتى عامدا متعمدا، قاصدا الاعتداء على رجال أمن بلده.......
وبين العقاب الذي يستحقه مجرم عتيد الإجرام، ارتكب جرائمه عمدا ليس ضد فرد أو أفراد، بل ضد ملايين من أبناء مجتمع بأكمله، جيلا بعد جيل، ومارس الدعارة بكل أنواعها وسهلها لغيره، وخان وطنه وأفسد إعلامه بالكامل لعهود طويلة، ثم زور إرادة شعب مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة بعد مرة ... إلخ؟؟؟ ألا يجب أن يكون هناك فرق – مثال آخر – بين أسلوب العقاب والحبس (الحنين) المطبق على (قّتَّال قُتلة) ... سفاح ... عميل للمخابرات الأميريكية والموساد الصهيوني ... تعذب على يدي زبانتيه مئات الألوف من أبناء وطنه ... تدرب علي أيدي بلطجيته عشرات الألوف من المسجلين خطر (93 ألفا) بحسب أحدث تقرير رسمي ... وهو المعروف باسم "حبيب" وما هو بحبيب بل هو عدو لبلده ........ وبين عقوبة الحبس الغليظ، المقرر ضد ضابط الشرطة النزيه الذي عاد من الخارج خصيصا لكي يشهد أمام المحكمة بما رآه حقا وليحمي حقوق أهالي ضحايا رصاصات الإرهاب الأسود على كوبري قصر النيل يوم جمعة الغضب وهم يؤدون الصلاة أو وهم في الميادين لا يملكون دفاعا عن أنفسهم سوي صدورهم العارية وبضعة حجارة، فكان مصيره – كما وعده "العادلي" متوعدا – أن يتم حبسه معه فى نفس القضية، وهو –(!!!) ما حدث فعلا ......... لكن ليس في سجن المزرعة الذي يضم زنازين الخمس نجوم التي يسكنها أعضاء عصابات المافيا الماسونية وعلى رأسهم "مبارك" وأبناؤه وأعوانه اللصوص، بل يتم إلقاؤه في سجن العقرب، وسط عتاة الإجرام والإرهابيين، ألا وهو اللواء حسن عبد الحميد، الشهير بالشاهد التاسع؟؟؟ قد يسأل أحدهم، لم العجب ولماذا الاستغراب ... والقضاء لم يتم تطهيره بعد من جانب الرئيس مرسي؟ وقد يضيف: إن هذا القضاء الذي صنع على أيدي مبارك، وتم تعيين كبرائه بجرة من قلمه الفاسد، يخوض الآن معركة ضارية ضد النظام، محاولا إسقاط الشرعية عنه بكل السبل الممكنة، كما جري في معركة "البرلمان" ومعركة "التأسيسية والشوري"، حيث انتصر فى الأولي وخسر الثانية، ويبقي كل من "الدستور" و"النائب العام" أهم ملامح المعركة المميتة القادمة. الإجابة لمن يسأل، بسؤال: وما الذي تم تطهيره فى البلد أصلا من آثار العدوان الذي شنه النظام البائد ضد الدولة على مدي 30 سنة؟ والإجابة أيضا، أن النظام القائم حاليا لا يريد تطهيرا ولا تطويرا، بل كل ما يريده حقا هو البقاء في سدة الحكم مهما كان الثمن. وهو الهدف الذي على سبيل تحقيقه، نجح فى "احتواء" اثنين من أقوي مؤسسات النظام البائد، وهما "الداخلية" و"الدفاع". حيث طمأن الأولي على قياداتهم – وكثير منهم مجرمون وقتلة – مؤكدا أن لا وجود لديه لأي نية فى "تطهير الوزارة" التى لازال يحكمها أذناب العادلي........ فيما عقد صفقة العمر مع العسكر، حينما تغاضي عن محاسبتهم على خطاياهم السياسية وجرائم الحرب التى ارتكبوها ضد رجال الثورة وشبابها ونسائها على مدي عام كامل، بل وكرم قادتهم "طنطاوي" وعنان"، وقلَّدهم وشاح النيل من الطبقة الأولي...! بقي "القضاء" إذن، هو المؤسسة الوحيدة التى استعصت علي سيف وذهب الإخوان، وبالتالي استمرت أحكام البراءة تتوالي، تجاه جميع أعداء الثورة، الذين هم فى نفس الوقت أعداء الإخوان. من هنا نتوقع أن تستمر مؤسسة القضاء فى محاولاتها لتبرئة ساحة كل المتهمين فى قضايا الفساد وقتل الثوار، ليزيدوا من ثقل قوي النظام القديم فى مواجهة النظام الجديد، ضمن حلقات صراع سياسي وحرب تكسير عظام، لا علاقة لها إطلاقا بالثورة ولا بأهدافها، ولا البلد ولا مصالحها، بل مصالح فئة باغية ضد فئة أكثر بغيا، على حساب الوطن ومصالحه العليا. وبهذا سيستمر التناقض والسجال بين الباطل والباطل، فيما يظل الحق غائبا، حتى تضع الحرب القذرة أوزارها، بين نظامين، وهي حرب لن يدفع ثمنها سوي مصر وأمنها القومي وأبناؤها. عاجل إلى سيادة الرئيس: لا تظن أن عمليات الاحتواء التى سعيت لاتباعها مؤخرا مع فلول النظام بتعيينهم فى مجلس الشوري، ستفلح فى إثنائهم عن أحلامهم، ألا وهي الإطاحة بك من فوق عرش مصر، فهؤلاء الفاسدين بالوراثة، لا أمان لهم ولا عهد، وإن أعطيت لأحد كلابهم "عظمة" سيطمع فى التهام "الكتف"، وصدقني هم يعرفون جيدا من أين تؤكل. عاجل إلى الإخوان "المسلمين": لا تظنوا أن الأغلبية التى تحصدونها المرة تلو المرة بأصوات الدهماء، شاهدا لكم ........ بل هي شاهد عليكم. واذكروا أحاديث رسول الله – صلي الله عليه وسلم – التى وصَّفَ بها ملامح العصر الذي نعيشه الآن كأنه بيننا: إنه زمان الفتنة......... زمان سقوط الدولة، وتحول بلدانها إلى نهبة يتكالب عليها الأعداء من كل حدب وصوب... زمان يعود فيه الإسلام غريبا كما بدأ، فيئرز إلى المدينة كما تئرز الحية إلى جحرها و....... "عدتم كما بدأتم". ويبقي الحق مع الأقلية لا مع الأكثرية، لأن الأكثرية فى زماننا هذا هم غثاء سيل، لا حول بهم ولا خير. زمان تفرق الأمة إلى بضع وسبعين فرقة: كلهم فى النار، إلا من هي على ما كان عليه رسول الله وصحابته يوم ذكر هذا الحديث الشريف. وبمناسبة ذكر الرسول تري لو كان – صلي الله عليه وسلم – حيا، وشهد (النصر المبين) الذي يعيشه الإسلام الآن على أيديكم، هل كان سيشارك فى الانتخابات؟؟؟ (من الآخر): كان شارك المرشد... ولكنه أبدا لن يفعل... وهو يعلم جيدا لماذا