نظمت وزارة الاوقاف والشئون الدينية المؤتمر الاول لعلماء مصر وفلسطين في فندق المتحف على شاطئ بحر غزة بحضور ومشاركة نائب رئيس الوزراء ووزير المالية م. زياد الظاظا ووزير الاوقاف أ. د. إسماعيل رضوان ووكيل الوزارة د. حسن الصيفي ووفداً من علماء مصر برئاسة د. صلاح سلطان رئيس المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ود. جمال عبد الستار وكيل وزارة الاوقاف المصري وعدد من نواب المجلس التشريعي ووزراء الحكومة ولفيف من الحضور الكريم. وفي كلمته م. الظاظا، أن الحكومة الفلسطينية بغزة تتطلع إلى مستوى علاقات متميزة مع مصر، وذلك بما يصب في خدمة الطرفين، مشددا على أن البوابة الشرقية لمصر ستبقى حصينة من أي اعتداء وخرق, وقال:" نتطلع إلى مستقبل زاهر لهذه الأمة ومستوى علاقات متميزة بين الشعبين المصري والفلسطيني."
ورأى الظاظا انفتاح مصر على قطاع غزة على مستوى الأفراد والبضائع من شأنه أن يحقق الازدهار في مصر عامة وسيناء بصفة خاصة اقتصاديا، مشيرا إلى أن التعامل الاقتصادي الحالي لحجم الاستيراد يبلغ 3 مليارات دولار، وأنه من الممكن أن يصل خلال عام إلى 5 مليارات.
وبين أن الحكومة تريد أن تكون هذه الأموال لمصر، وليس للاحتلال الإسرائيلي، والذي يتحكم في الموارد، حيث إنه لا يسمح بدخول أكثر من 65% من احتياجات القطاع من الدقيق، و54% من الأرز ومن جميع المواد الغذائية ليبقى القطاع على قيد الحياة ولكن من دون تقدم. وأشار إلى أن حكومته خطت نحو الاقتصاد المقاوم، في سبيل مقاومة سياسات الاحتلال، وقدمت النموذج للأمة في معظم المجالات، وذلك في مجال الحكم، والسياسة، والمقاومة، والاقتصاد، فيما ابتدع الشعب طرقا جديرة بالفخر للبقاء من دون تحكم الاحتلال.
وذكر الظاظا أنه تم بناء 55 ألف وحدة سكنية، وإيواء 10 آلاف أسرة كانت بلا بيوت، وبناء المساجد المدمرة والتي استهدفت في الحرب الإسرائيلية الأخيرة، حيث إن مجموع المساجد بالقطاع بات 950 مسجدا ذات منافع متعددة.
وأبدى فخره بما صنعت حكومته مع المواطنين في صناعة مواد البناء من ركام الأبنية المدمرة، واستخراج ما يفيد في بناء البيوت وفتح الشوارع، مبينا أن الحصار كان شديدا في معظم الجوانب وقد استمر 64 شهرا ومازال يتواصل حتى اللحظة. وتابع الظاظا :" نحن نتحدث عن تاريخ وجهد، فكلما كان التوجه إلى الله عز وجل خالصًا وكلما كان الإخلاص في العمل وافرًا و كان الأداء راقيًا، فإن هناك تقدما مؤكدا، وبدرجاته نقترب أقرب من موقع الصدارة والعزة".
وأردف:" أنه حينما حوصرت غزة وجدت الحكومة الفلسطينية نفسها محاصرة سياسيا بعدم الاتصال والتواصل مع العالم، واقتصاديًا بعدم الاستيراد والتصدير، إلى جانب المحاصرة ماليًا بعدم دخول وخروج الأموال عبر البنوك والمؤسسات المالية".
وأوضح أن الحكومة قاومت ذلك، وبجهد حثيث في المجال الاقتصادي، وحققت اكتفاء ذاتيا في كل أنواع الخضروات، وباتت بخطوات تحقق اكتفاء ذاتيا في اللحوم البيضاء مضيفا "بات إنتاجنا يغطي احتياجاتنا وأحيانًا نصدر إلى مصر الشقيقة عبر المعابر الأرضية".
وفي مجال الفواكه، ذكر وجود إنتاج يفيض عن الحاجة في بعض الأنواع، بلغت 9000 طن من الجوافة، 5000 طن من البلح، حيث إنه بني عليها صناعات غذائية، وتم الاكتفاء ذاتيا في مجال البطيخ والشمام، وتسعى لتحقيق ذلك في التفاح.
وبين الظاظا أن الحكومة نجحت في المعالجة الأمنية، وقضائها على الفوضى والفلتان الأمني، وعملت على بند العدل وتحقيق العدالة، حيث إنها اتخذت قرارا حاسما بالحق بالعمل أو الوظيفة العامة بغض النظر عن مكانة وإمكانيات الشخص.
وأكد على أن حكومته أيضا نجحت في مجال الدين والدعوة والتعليم، حيث إن القطاع شهد تخريج" 41" ألف حافظ وحافظة في كتاب الله بسنة واحدة، وساندت التعليم الجامعي والمدرسي، فيما أن نسبة الأمية منخفضة جداً.
ورأى أن الحكومة وبرغم قلة الإمكانيات نجحت في هذه المجالات وبسنوات قليلة، وحققت نموا اقتصاديا يبلغ 23%، متوقعا أن تشهد مصر في السنوات القادمة نموا اقتصاديا في كافة المجالات وذلك لامتلاكها الإمكانيات والقدرات.
بدوره, قال وزير الأوقاف د. رضوان :"إن زيارة وفد العلماء جاء بناء على دعوة من وزارته في وقت سابق، وتطبيقا لاتفاق موقع بين الوزارتين لتبادل الخبرات والتعاون في مجال الدعوة والإرشاد الديني". وأكد رضوان على اهمية التعاون في المجالات المختلفة، في سبيل استنهاض الأمة لمساندة ونصرة القضية المركزية المتمثلة بمدينة القدس، مشيرا في الوقت ذاته الى أن تلبية الدعوة من علماء مصر نقطة نحو كسر الحصار المفروض على غزة.
ودعا علماء الأمة وعلماء مصر بضرورة العمل على استنهاض الطاقات من أجل الدفاع عن القدس وفلسطين، والعمل على حرية الأسرى الفلسطينيين الذين أمضوا زهرات أعمارهم خلف قضبان سجون الاحتلال.
وأوضح أن المؤتمر فرصة للتأكيد على العمل المشترك من أجل القدس، والوقوف في وجه ما تتعرض له من انتهاكات وممارسات إسرائيلية، تهدف إلى السيطرة على المسجد الأقصى زمانيا ومكانياً، إلى جانب التأكيد على ثوابت القضية.
وأضاف :"إن العلماء أبوا إلا أن يشاركوا شعبنا ليقولوا إننا في خندق واحد، لن نتخلى عن الشعب الفلسطيني وقضيته"، مؤكدا على وجود شراكة كاملة بين وزارته وبين وزارة الأوقاف المصرية، وهيئة العلماء والدعاة في مجالات مختلفة.
من جهته، قال الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية د. صلاح سلطان إن وصول علماء المسلمين من وزارة الأوقاف والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لنقول:" إننا الآن في مصر، وتلتحم الحكومة مع الشعب باتجاه دعم موقف الدكتور الرئيس المصري محمد مرسي".