السيدة المصري المجلودة يعلم القاصي والداني أن الرئيس د. محمد مرسي، ينتمي إلى أكبر جماعة إسلامية فى العالم، ومقرها الرئيسي القاهرة، وذراعها السياسية "الحرية والعدالة"، هو الآن حزب الأغلبية فى الشارع المصري، وأن رئيسه السابق، هو الآن رئيس مصر كلها، الحريص دوما على أداء مناسك عبادته سرا وعلانية، مهما كانت مشاغل ومقتضيات منصبه، أي أنه أجدر أن يدرك وبحكم كونه حاكما، أو "أميرا للمؤمنين" كما يحلو لبعض مؤيديه أن يلقبه، أنه مسئول مسئولية تامة عن كل دابة تسير على أرض هذا الوطن، وكذا عن كل من ينتمي لهذا الوطن ويعيش خارج حدوده، استنادا لعديد من الأحاديث الشريفة، للرسول - صلي الله عليه وسلم - فى شأن الإمارة، وكذا لسنة صحابته، ومنهم "عمر بن الخطاب"، صاحب المقولة الشهيرة: لو أن بغلة عثرت في العراق لسألني الله عنها لماذا لم تمهد لها الطريق............. ؟؟؟ فما بالك سيادة الرئيس وأن الأمر لا يتعلق "ببغلة"، ولكن بسيدة مصرية، يتناوب على جلدها الحفاة العراة رعاء الشاه، ظلما وعدوانا، أربعمائة مرة، وهي لا تزال تنتظر مائة أخري، بينما أنت أذن من طين والأخري من عجين؟؟؟ مابالك وأنت تقرأ وتسمع أن السيدة المصرية قد رفضت بشجاعة يحسدها عليها "الرجال" يا د. مرسي، عفوا ملكيا، وذلك بنص رسالتها المدوية، التى أكدت فيها على براءتها وعلى اضطهادها قضائيا على أيدي القوم الذين لم يعرفوا المدنية الحديثة وحقوق الإنسان إلا منذ مائة عام، ولم يعرفوا قبل النبي - صلي الله عليه وسلم - حضارة ولا فنا ولا علما إلا حياة البداوة التى عاودوا الحنين إليها سريعا؟؟؟
ما الفرق بينك إذن وبين من سبقك، وكان أبناء شعبه يعاملون كالعبيد فى رق الأسر، عبر عقود عمل لا تصبح ذات قيمة إلا بموافقة كفيل، فى نظام لا يطبق إلا على المصريين، سواءً بسواء ومواطني سريلانكا والهند وبنجلاديش، فيما لا يقع تحت طائلته مواطنوا دول الغرب والأميريكان وربما حتى اليهود الصهاينة؟؟؟ ما الفرق بينك وبين من سبقك، الذي كان يكره اسم الإسلام وسيرة أهله، ويحقد على أبناء وطنه المصريين دونما استثناء، فيتركهم فريسة لل"مرمطة" وال"بهدلة" فى جميع بلاد الدنيا، حتى صار المصري فى عهد المخلوع: أرخص عباد الله فى أرضه؟؟؟ قد يكون صعبا عليك أن تطعم وتكسو وتسكن كل أبناء شعبك فى بلدك، فلك العذر لأنك تحاول قدر استطاعتك، ولكن ...... أن تترك امرأة هي من عرضك وعرض بلدك، تهان وتجلد، من دون ذنب جنته؟؟؟ وحتى إن كانت ذات ذنب، فلا يوجد فى الشريعة كلها نص بجلد امرأة فى خلاف مالي أو حتى غيره، أربعمائة جلدة، ثم تصم أذنيك عن صرخاتها الملتاعة: وامرساه........ فهذا بعينه هو التفريط فى الكرامة والعرض وسيسألك الله عنها يوم القيامة على رؤوس الأشهاد، وذلك - كما أحسب - ذنب عام وليس ذنب خاص يمكن أن يستره لك الله يوم القيامة.........
سيادة الرئيس: سيكون حسابك مضاعفا عند ربك على ذنبك هذا، لأنك ارتضيت الحكم وتوليت الإمارة وحملت تبعاتها، وأنت العبد العالم بدينه، العارف بحدوده......... ولأنك - وأنت التقي الورع - بحد ذاتك كنت آية لمن عاش وشهد الحاكم يُسجن، والمسجون يَحكم، مصداقا لقوله تعالي: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } سيادة الرئيس: ثق أن الله سوف يجلدك عن كل جلدة نالت من جسد السيدة المصرية نجلاء وفا، بجلدة مثلها وأكثر منها وأشد، ليس فى الدنيا بالطبع، ولكن .......... فى نار جهنم إن شاء الله. أما تلك المرأة فيكفيها: أن حسبها الله ونعم الوكيل فيك ....... وفي رعاة الغنم.