تأكيدا على الدور الحيوي الذي تلعبه حقوق النساء في تحقيق السلام العالمي منحت جائزة نوبل للسلام يوم الجمعة الى ثلاث نساء -يمنية وليبيريتان- ناضلن بشراسة ضد الحرب والقمع. واقتسمت رئيسة ليبيريا الين جونسون سيرليف وهي أول امرأة تفوز في انتخابات رئاسة حرة في افريقيا قيمة الجائزة وهي 1.5 مليون دولار مع النشطة ليما جبووي التي قادت احتجاجا نسائيا ضمن جهودها المناهضة للحرب الاهلية في ليبيريا والنشطة اليمنية توكل كرمان التي قالت ان الجائزة نصر للديمقراطية في اليمن. وقال رئيس لجنة نوبل النرويجية توربيورن ياجلاند للصحفيين "لا يمكننا تحقيق الديمقراطية والسلام الدائم في العالم ما لم تحصل النساء على نفس فرص الرجال في التأثير في التطورات على كل مستويات المجتمع." وتخوض جونسون سيرليف (72 عاما) التي أطلق معارضوها عليها يوما اسم المرأة الحديدية انتخابات الرئاسة للفوز بفترة ثانية يوم الثلاثاء حيث تواجه انتقادات لانها لم تبذل ما يكفي من الجهود لانهاء انقسامات خلفتها سنوات الحرب الاهلية. ورفض ياجلاند اراء قالت ان منحها الجائزة قد يبدو تدخلا في التصويت. لكن ياجلاند وهو رئيس وزراء نرويجي أسبق قال ان تكريم المحتجين اليمنيين الذين مازالوا يكافحون للاطاحة برئيسهم بعث برسالة من أوسلو مفادها أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وهو حليف قديم للولايات المتحدة وحكام عرب شموليين يجب أن يتنحوا الان عن السلطة. وقالت كرمان لرويترز في صنعاء ان منحها الجائزة رسالة بانتهاء حقبة الدكتاتوريات العربية. وان الجائزة فوز للنشطين المطالبين بالديمقراطية في اليمن ولكل ثورات الربيع العربي. والنساء الثلاثة جئن بعد 12 امرأة فزن بجائزة نوبل للسلام من قبل كما فاز بها 85 رجلا الى جانب عدد من المنظمات منذ أن بدأ منحها قبل 110 سنوات. وذكرت اللجنة أنها تأمل أن يساعد منحهن الجائزة "على انهاء قمع النساء الذي مازال موجودا في العديد من الدول وادراك الامكانات الهائلة التي يمكن أن تمثلها المرأة من أجل الديمقراطية والسلام." واعتبر منح الجائزة لكرمان وهي صحفية وأم يمنية تبلغ من العمر 32 عاما واعتقلت لفترة خلال الاحتجاجات باليمن بادرة على مباركة لجنة نوبل النرويجية لحركات الاحتجاج في الربيع العربي حيث سرت تكهنات قوية بأن تمنح الجائزة هذا العام الى نشطاء شبان شاركوا في الاحتجاجات. وقالت اللجنة "في ظل ظروف هي الاكثر صعوبة قبل وأثناء الربيع العربي لعبت توكل كرمان دورا قياديا في الكفاح من أجل حقوق المرأة ومن أجل الديمقراطية والسلام في اليمن." وقالت أسماء محفوظ وهي نشطة مصرية رشحت لنيل الجائزة أن منح نوبل للسلام لليمن يعني منحها للربيع العربي وأنه شرف لكل الدول العربية. وقالت اللجنة ان النساء الثلاثة منحن الجائزة "لكفاحهن السلمي من أجل سلامة النساء وحقوقهن في المشاركة الكاملة في أعمال اقرار السلام." وأوضحت اللجنة أن جونسون سيرليف مهدت الطريق أمام زعامة النساء لدول افريقية وأن جبووي (39 عاما) حركت النساء من مختلف الاعراق والاديان في سبيل انهاء الحرب في ليبيريا وضمان مشاركة النساء في الانتخابات. وقال الفونسو جبووي شقيق ليما جبووي لرويترز "أنا متأثر بشدة لتكريم اصرارها على ضمان تنمية النساء والاطفال في منطقتنا." وأضاف "انها دؤوبة للغاية وتساعد النساء والاطفال في كل مكان خاصة في غانا وليبيريا وسيراليون .. سيكون هذا تحد لها لتفعل المزيد. لا أشك في أنها ستستمر في مساعدة الضعفاء." وقال جيمس ابن جونسون سيرليف لرويترز في اتصال هاتفي من مونروفيا "أنا متأثر بشدة.. انه خبر مهم للغاية ويجب علينا أن نحتفل." وكانت جونسون سيرليف وزيرة مالية في ليبيريا ثم سجنت وفرت من البلاد بعدما اندلعت فيها واحدة من أعنف الحروب الاهلية في افريقيا وعملت في البنك الدولي قبل أن تعود الى ليبيريا وتصبح رئيسة عام 2005 . ويرجع البعض الفضل لحركة نساء من أجل السلام التي تتزعمها جبووي في انهاء الحرب الاهلية في ليبيريا عام 2003 . وبدأت الحركة العمل في 2002 عندما قادت جبووي مجموعة من النساء للغناء والصلاة من أجل انهاء القتال في سوق للسمك.