تسبب قرار حزب الوفد بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، في حالة من الانقسام بين قيادات الحزب، على المستوى المركزي، والكوادر بالمحافظات. كان "البدوي"، أرسل مندوبًا للمجالس الطبية المتخصصة، لتقديم أوراقه لطلب إجراء الكشف الطبي الخاص بمرشحي الرئاسة، ليخضع للفحوصات الطبية خلال ساعات، أمام 4 لجان. وقال المستشار بهاء أبو شقة، السكرتير العام، ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب، إن قرار الدفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية لم يملَ على الحزب، وكوادر الحزب لا تقبل إملاءات. وأضاف " أبو شقة"، في تصريح لمصراوي، أن قرار الحزب بخوض الانتخابات الرئاسية، يُعلن في اجتماع الهيئة العليا للحزب، غدًا السبت، وسيكون بإرادة الوفديين الحرة، وهجوم البعض على مرشح الحزب يستهدف النيل من حزب عريق صاحب تاريخ نضالي لا يخفى على أحد. وحول تبرير الحزب لموقفه بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ أسبوع ودفعه بمرشح في الأسبوع التالي، قال "أبو شقة": "الدفع بمرشح ضد السيسي لا يعني العداء له، فنحن نقدر مواقفه، ولكن الحزب له تاريخ كبير وعريق ويمكنه خوض الانتخابات والمنافسة بقوة". وفي المقابل قال عصام شيحة، القيادي الوفدي، إن المشهد داخل الحزب "مرتبك"، فبعد إعلان الحزب دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي، في الانتخابات الرئاسية المُقبلة، أصبح لديه أزمة داخلية مفادها كيف يقنع أعضاءه بأسباب التغيير. وأوضح شيحة، في تصريح لمصراوي، الجمعة، أن هناك انقسامًا داخل الحزب، متابعًا: "فريق يرى أن دفع الوفد بمرشح رئاسي دعم للدولة، وآخر يرى أنه يعيد الوفد للمشهد السياسي، فيما يقول ثالث إن وجود مرشح وفدي في المرحلة الراهنة ينال من جماهيرية الوفد وشعبيته، خاصةً أن طريقة الإخراج التي تم بها الأمر تسيء للوفد". وعن الدفع بالدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، كمرشح رئاسي، رأى القيادي الوفدي السابق، أن هناك تخوفات من البدوي، بدعوى أنه فشل في جمع شتات الوفد، وتسبب في فصل العديد من القيادات، وتقديم أعداد أخرى استقالتها، متسائلاً :"كيف لمن فشل في لم شمل الوفديين أن يتمكن من جمع وحدة الشعب المصري؟" وبحسب شيحة، فإن المشهد الانتخابي الحالي يوضح أن الدولة المصرية نفسها تعاني من إشكالية، وتتعامل مع الانتخابات الرئاسية، وهي تصوب أعينها تجاه الانتقادات التي توجه إليها من الخارج وبعض الفصائل في الداخل، وكأن مصر أول دولة يكون لديها مرشح منفرد، رغم أن القارىء لتاريخ الدول يعلم أن الرئيس روزفلت ترشح أربع مرات متتالية منفردًا، والرئيس جورج واشنطن لم يترشح ضده أحد". ونوّه شيحة، إلى أن ترشح البدوي يخصم من رصيده هو، ولن يخصم من رصيد الوفد.
