تحظى سيناء بشهرة واسعة بثرواتها الحيوانية، خاصة من الإبل والأغنام والماعز، إلى جانب أعداد قليلة من البقر والجاموس، بسبب العادات والتقاليد العربية الأصيلة وطبيعتها البدوية، التى تتسم بالكرم ونحر الذبائح في العديد من المناسبات. وتشير بعض الروايات والكتب التاريخية والدينية إلى أن السيدة هاجر زوجة الخليل إبراهيم أبو الأنبياء وأم سيدنا اسماعيل عليهما السلام كانت مصرية ومن سيناء، وخاصة محافظة شمال سيناء، ومن هنا يحرص جميع أبناء المحافظة على إحياء السنة النبوية بالنحر في عيد الأضحى المبارك. وتنتعش في المناسبات الدينية والاجتماعية تجارة الخراف والماعز والأبل بالمحافظة باعتبارها من التراث الشعبي السيناوي، وعلى رأسها بالطبع عيد الأضحى، والذى يسمونه "عيد التضحية". ويوجد في العريش سوق الخميس الشهير، الذي يبدأ من مساء الأربعاء حتى بعد ظهر الخميس، وسوق رفح يوم السبت من كل أسبوع، وسوق نخل بوسط سيناء يوم الأحد أسبوعيا، ثم سوق الثلاثاء بالشيخ زويد من كل أسبوع، وخلال الأسبوع الحالي استمرت الأسواق مفتوحة طوال أيام الأسبوع لبيع الضحية أو الضحايا كما يقال عنها. وتشهد أسواق الماشية بشمال سيناء منذ أمس وطوال اليوم، إقبالا كبيرا من المواطنين على شراء الأضاحي ما يجعل من الصعب إيجاد موطئ قدم، ما بين مربين يعرضون ماشيتهم وزبائن يبحثون عن الجيد من الأضاحي. وأكد أشرف محمد - أحد المشترين - أن الأضاحي متوفرة في شمال سيناء، وأن هناك تفاوتا كبيرا في الأسعار ما بين بائع وآخر، فالكل يريد أن يبيع قبيل حلول عيد الأضحي المبارك، لأنه بعد العيد تصعب عملية البيع، وتنخفض الأسعار نوعا ما. ويقول محمد سليمان -بائع- إنه اعتاد مع أشقائه شراء صغار الماعز والأغنام في موسم ولادتها وتربيتها، وإن الأسعار تتراوح هذا الموسم ما بين 800 جنيه و3 آلاف حسب النوع والوزن، إلى جانب ارتفاع أسعار الأغنام التي تعتمد فى تغذيتها على الرعي ومأكلها الأعشاب البرية، وهى نوعية تسمى البلدي، ولها زبائنها الحريصون على أن تكون أضاحيهم منها. بدوره، قال سامي سيف -تاجر- إن هناك إقبالا شديدا على الخراف، تليها الماعز الشامية، وإن الأسعار تتراوح ما بين 1500 إلي 3000 جنيه للرأس الواحدة، والأضاحي متوفرة العام الحالي.