ارتفاعات مستمرة شهدتها أسعار اللحوم بمحافظة الإسماعيلية خلال الفترة الأخيرة إذ تضاعفت أسعارها ليصل الكيلو منه إلى 70 جنيها. (بمتابعة بسيطة للأسواق نجد أن ارتفاع الأثمان يحدث بصفة شبه أسبوعية وهو ما يثير المخاوف بوصول الكيلو من البعض منه الى100 جنيها في عيد الأضحى المبارك. (وقد تلاحظت حالة من الوجوم والغضب والضيق من قبل البائعين والمشترين على حد سواء رغم استمرار حركة البيع والشراء؛ نظرا لتضاعف الأسعار خلال أسبوعين وزيادتها بنسبة 50% (البائعون اعترفوا بارتفاع الأسعار للضعف عن العام الماضي؛ حيث ارتفع سعر كيلو البتلو إلى 60 جنيها ولحوم الماعز إلى 70 جنيها للكيلو، والكندوز إلى 70 جنيها، وهو ارتفاع مبالغ فيه؛ مشيرين إلى وجود أكثر من عامل يتحكم في ذلك منها النوع والمنطقة.
وضربوا مثلا بالمناطق الراقية التي يتراوح فيها سعر الضأن إلى 65 جنيها للكيلو، بينما وصل سعر كيلو الجملي إلى 50 جنيها؛ بينما تقل هذه الأسعار بمقدار 8 جنيهات لكل صنف في الأحياء الشعبية.
أما بالنسبة لأسعار الأضاحي فيوجد مغالاة شديدة في أسعارها هذا العام مقارنة بالعام الماضي؛ فسعر الأضحية الذي كان في العام الماضي بألف جنيه أصبح هذا العام ب 1500 جنيه، وهذا ما جعل كثيرا من المواطنين يعرضون عن شرائها.
المواطنون أكدوا أن ارتفاع الأسعار يرجع لجشع أصحاب المزارع والتاجر والبائع الذين اتفقوا معا على حساب الزبائن !! مشيرين إلى أن سوق اللحوم في حاجة للرقابة لينخفض سعره مثل باقي السلع الغذائية الأخرى فلابد من أن يكون هناك دور للأجهزة الرقابية مثل مديرية التموين بالإسماعيلية والطب البيطري وذلك عن طريق وضع تسعيرة للأضاحي بأنواعها وكذلك الضرب بيد من حديد على التجار الذين يقومون برفع الأسعار على المواطنين.
في البداية يقول محمود صالح أسعار الخراف لا تطاق هذا العام مقارنة بأسعارها في العام الماضي فقد ذهبت للسوق لشراء أضحية إلا أنني لم استطع ذلك بسبب ارتفاع الأسعار الذي فاق كل الحدود حيث بلغ سعر "الخروف" الذي لا يزيد وزنه عن50 كجم 2000جنيه، وعلى الرغم من تواجد الخراف بكميات مهولة بالأسواق إلا أن التجار متمسكون بالأسعار بحجة أنهم يشترونها بأسعار عالية من المربين لارتفاع أسعار الأعلاف.
أما عبد الغنى محروس فيقول لم نشهد ارتفاعا في أسعار "الضأن" مثل هذا العام تعودنا أن ترتفع أسعاره مع قرب حلول عيد الأضحى ولكن ليس بهذا الشكل الذي سيحرم كثيرا من الأسر من الأضحية، حتى الماعز أسعاره مرتفعة للغاية بعدما أقبل الناس على شرائه هربا من أسعار "الضأن" سواء كان ذكورا أو إناثا.
ويشير "حسين علي" إلى أنه اقترض مبلغ من جاره لكي يكمل ثمن الأضحية بعدما ذهب للسوق ووجد الأسعار ملتهبة لأنه عود أبناءه على الأضحية ولا يستطيع حرمانهم من فرحتها حتى وإن وصل به الحال إلى الاقتراض.
ويضيف حسين ليس هناك مبررات لارتفاع أسعار الأضحية خاصة وأن الأعلاف متوفرة وتشهد أسعارها انخفاضا حادا منذ 3 شهور تقريبا، حيث انخفض سعر جوال الذرة من 130 إلى 90 جنيها، وكذلك أسعار الأعلاف الأخرى انخفضت بنسبة 30% . إذن ما دوافع هذا الغلاء الفاحش؟
ويؤكد "محمد الهادي" أنه يتردد على السوق منذ أسبوعين يبحث عن أضحية تتناسب مع مقدرته إلا أنه لم يجد وينتظر انخفاض الأسعار خلال الأيام المقبلة.
أما "أحمد السروجي" فيقول إن المربي رغم ما يعانيه من متاعب وصعوبات طوال العام فإنه يراعي دائما القدرة الشرائية للمواطن ويرضى بأقل الأرباح، لكن التجار هم السبب فيما نشهده من ارتفاع للأسعار؛ لأنهم أصبحوا يتحكمون في السوق؛ لعدم وجود رقابة على هذه النوع من التجارة ليظل المستهلك عرضة لجشع التجار؛ ليدفع دائما ثمن تراجع دور الجهات الرقابية.
محمد الصعيدي يقول على أي الأحوال أنا مضطر للشراء، ولكن من الصعب شراء خروف تتوفر فيه مواصفات الأضحية، ويكفى احتياجات أسرتي، وإخراج الهدايا منه في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار.
التقينا مع بعض التجار ليفسروا لنا أسباب ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام؛ فقال لنا حسن عبد السميع "تاجر" السبب الرئيس لارتفاع الأسعار هو التكلفة التي يتكبدها المربي في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف؛ لذلك نجده يطلب مبالغ ضخمة فيما لديه من أغنام خاصة ذكور الضأن "الكباش" لأن الإقبال عليها شديد خلال موسم الأضاحي.
"على كل رب أسرة أن يشتري ما يتيسر له وقدر استطاعته، مش لازم خروف ضخم" بهذه الكلمات اختتم حسن حديثه معنا، وأضاف"عبده فتوح تاجر" التاجر لا يتحكم في الأسعار لأنه ليس هو المصدر فمصدر الأضاحي هم المربون من الفلاحين وأصحاب مشاريع التسمين، ودائما ما يبررون لنا سبب ارتفاع الأسعار بأن التسمين يحتاج لتكلفة عالية لذلك نضطر إلى الشراء منهم؛ لأنهم المصدر الوحيد لها، والتاجر أول المتضررين من ارتفاع الأسعار.
وأكد عبده أن تراجع نسبة البيع هذا العام وكساد البضاعة بالأسواق نتيجة عزوف المستهلك.
ويؤكد محسن عبد السلام "تاجر" أن هناك تجارا يطلبون منهم كميات كبيرة من الخراف لتهريبها إلى قطاع غزة؛ إلا إنهم يرفضون تلبية رغباتهم، وهناك بعض التجار يستجيبون لهم ويجمعون كميات مهولة من الأسواق لبيعها بأعلى الأسعار إلى هؤلاء المهربين؛ مما يؤثر سلبا على كمية الخراف الموجودة ببعض الأسواق مثل أسواق القنطرة شرق وغرب, وأبو خليفة, وسوق الأربعاء بقرية النصر، وكذلك سوق "سرابيوم"، هذا بالإضافة إلى الأسواق التابعة لمحافظة شمال سيناء بأكملها لقربها من الحدود، وهذا أدى إلى ارتفاع جنوني في الأسعار لزيادة الطلب وقلة العرض.