جالسا على أحد المكاتب مرتديا جلبابا أبيضا وعباءة وعمامة، ومن خلفه علم بلاده، خرج منتشيا ب"الفوز الساحق" يلقي كلمة على المواطنين بعد فوزه بولاية رئاسية جديدة. بنسبة 94.5% أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في السودان فوز عمر البشير بانتخابات الرئاسة، والتي وصفها الأخير ب"الناجحة التي تمت بسلاسة ويسر"، ووجه رسالة إلى كل من شكك في نزاهتها قائلا: " وليحتفظ الأوصياء بوصاياهم، فنحن أعلم بشؤون دنيانا.. لا نتدخل في شؤون الآخرين، وعلى الآخرين أن يكفوا عن التدخل في شؤوننا". خلفيته العسكرية مكنته من قيادة انقلابا عسكريا عام 1989 على رئيس الحكومة آنذاك الصادق المهدي، واستمر في سدة الحكم طوال 26 عاما رئيسا للجمهورية وللحكومة في الوقت ذاته. عمر حسن أحمد البشير تخرج من الكلية الحربية السودانية عام 1967 ثم نال ماجستير العلوم العسكرية بكلية القادة والأركان عام 1981، ثم ماجستير العلوم العسكرية من ماليزيا في عام 1983، وزمالة أكاديمية السودان للعلوم الإدارية عام 1987. دخل في حروب أهلية طوال فترة حكمه مع الحركة الشعبية لتحرير السودان وذراعها العسكري الجيش الشعبي لتحرير السودان، خلفت الاف القتلى والمصابين والمشردين إلى أن انتهت بتوقيع اتفاق نيفاشا للسلام في 2005، وهي الاتفاقية التي أوقفت أطول حرب أهلية في أفريقيا، ووقعت بواسطة حكومة السودان بقيادة حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه الرئيس السوداني عمر البشير والطرف الآخر هو الحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة جون قرنق أسفرت اتفاقية نيفاشا للسلام فيما بعد إلى الوصول إلى حق تقرير المصير لسكان الجنوب في 2011، والذين صوتوا في استفتاء أسفر عن انفصال الجنوب ليصبح دولة مستقلة. في 14 يوليو 2008، أصدر المدعي العام لدى المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو، مذكرة توقيف بحقه في قضية دارفور وذلك لاتهامات بأنه ارتكب جرائم حرب في إقليم دارفور وطلب تقديمه للمحاكمة و هي أول مرة يتهم فيها رئيس أثناء ولايته، بالرغم من أن السودان غير موقع على ميثاق المحكمة. ووصفت الحكومة السودانية الاتهام آنذاك بأنه "استهدافاً لسيادة وكرامة وطنهم"، وأنها محاكمة "سياسية فقط وليست محكمة عدل" واتهمت المحكمة بازدواجية المعايير. في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ترشح البشير وأمامه 15 مرشحا آخر غير معروفين، في انتخابات قاطعتها المعارضة السودانية ووصفتها ب"المسرحية". وعزت أحزاب المعارضة أسباب مقاطعتها للانتخابات إلى أن "الرئيس البشير أعلن في يناير 2014 حوارا وطنيا بشأن كيفية حكم السودان لكن لم ينطلق حوار وطني حقيقي"، "شعرنا أن الحوار الذي تشتد الحاجة إليه بات مستحيلا بعد احتجاز قادة المعارضة وتكميم أفواه الصحافة واستمرار النزاعات في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق" – تقول المعارضة.