المخرج من اوكامبو حامد إبراهيم حامد من المؤكد ان مدعي المحكمة الجنائية لويس اوكامبو أدخل السودان في نفق من الأزمات بالمطالبة باعتقال الرئيس عمر البشير وان الامر يتطلب تدابير وأسساً قانونية وسياسية للخروج من هذه الازمة والتي لا مجال فيها فيها للمظاهرات او المهرجانات السياسية مثلما تجري في الخرطوم حاليا. فالمطالبة برئيس الدولة من قبل الجنائية الدولية سابقة خطيرة وللاسف ان تبدا هذه السابقة من السودان ومن الأسف الا نعالج الامر داخليا في حينه ونترك الامور تنفلت منا ولا نواجه الحقائق رغم علمنا ان اوكامبو تولي هذه القضية منذ اكثر من عامين بقرار دولي نابع من مجلس الأمن وليس من المحكمة الجنائية الدولية التي يقول قادتنا انهم لا يعترفون بها. ان السودان مطالب بإجراءات حاسمة وفورية للخروج من هذا النفق لحل أزمة دارفور ومن بين هذا الاجراءات تشكيل لجنة الحقائق والمصالحة الوطنية تضم شخصيات قومية محايدة من القانونيين والعسكريين السابقين قبل عهد الانقاذ من امثال جعفر النميري وابيل الير وعبدالماجد حامد خليل وفوزي احمد الفاضل وعثمان الشفيع وغيرهم من رجال الدين والادارة الأهلية واساتذة جامعات تكون مهمتها الدعوة لعقد مؤتمر مصالحة حقيقية بدارفور تدعي له الحكومة والمتمردون بحيث لا تفض جلساتها الا بحل الأزمة بكل جذورها ومسبباتها. ان الرئيس البشير امامه ثلاثة اشهر لوضع حد لأزمة دارفور وان اللجنة القومية هي مدخله للخروج من نفق اوكامبو ونفق التدويل ، فبدون حل هذه الازمة سيكون الصراع متواصلا مع المجتمع الدولي ولذلك فليس امام الحكومة الا مواجهة الحقائق لأن" الفأس وقع في الرأس" ولا تنفع معه محاولات دفن الرؤوس في الرمال بالخروج في مظاهرات او مسيرات. ان حل ازمة دارفور عاجلا وناجعا عبر حوار وتفاوض جاد تقوده لجنة قومية محايدة لا تضم في عضويتها الحكومة والفصائل المتمردة هو البديل الوحيد لمواجهة مطالب اوكامبو وان الحديث عن بدائل اخري لمواجهة المجتمع الدولي غير مجدية لأن السودان لا يملك هذه البدائل خاصة ان الحكومة نفسها تستمد شرعيتها من اتفاقية نيفاشا المحروسة دوليا وان اي محاولة لقطع العلاقات مع الاممالمتحدة كرد فعل لمطالب الجنائية ستؤدي الي انهيار الاتفاقية وربما فصل الجنوب وفقدان الحكومة شرعيتها وبالتالي تدويل كل الشأن السوداني. ان الشعب السوداني أمام تحد بعد صدور قرار اوكامبو وان علي الحكومة بقيادة البشير ان تكون علي قدر التحدي للخروج من هذا النفق وان ذلك لن يتم الا برص الصفوف داخليا وان السعي للدعم العربي او الافريقي غير مأمون العواقب لأن العرب والافارقة يعرفون ان اوكامبو ينطلق من قرارات دولية وويعرفون ايضا ان هناك ازمة في دارفور تتطلب الحل العاجل. نعم ان البشير رمز السودان وان اوكامبو استهدف هذا الرمز وان مواجهة اوكامبو تتطلب رص الصفوف ولكن ليس علي طريقة الانقاذ وانما بطرق جديدة ومغايرة تقوم علي حل ازمة دارفور من منطلق قومي وهذا لن يتحقق الا من خلال لجنة الحقيقة والمصالحة مثلما تم في جنوب افريقيا. عن صحيفة الراية القطرية 15/7/2008