محمد الباريسي: لمدرسة القلعة الابتدائية بمدينة الخارجة طبيعة خاصة عن باقي مدارس محافظة الوادي الجديد، إذ بنيت في العام 1988 على موقع مقابر قديمة كان يستخدمها أهالي الواحة حتى العام 1930. "الهدي نور" إحدى سكان منطقة "القلعة"، قالت لمراسل "مصراوي"، إن المنطقة سُميت بهذا الاسم لارتفاعها عن باقي منسوب أرض الواحة، مضيفةً أن الأهالي قديمًا وحتى العام 1920 كانوا يدفنون موتاهم في هذه المنطقة وخاصة في موقع المدرسة الحالية. وأضاف "عباس مياز" أحد معمري الخارجة، أن دفن الموتى استمر في منطقة القلعة إلى أن امتلأت المقابر في عام 1939 فبدأ الأهالي بدفن موتاهم في مقابر مدينة الخارجة الحالية قرب حي المروة. لكن هذا الواقع الذي كشفته، اليوم الأحد، أعمال تجديد وصيانة أمرت بها هيئة الأبنية التعليمية لسور المدرسة، فاجئ أولياء أمور طلاب المدرسة وأطفالهم المذعورين بفعل عمق أعمال الحفر التي وقفت عائقًا أمام مرورهم إلى المدرسة بعمقها الذي بلغ أكثر من ثلاثة أمتار، فضلاً عن مشاهد جماجم وعظام موتى المقابر القديمة التي وقفوا شهودًا على إعادة تكفينها ودفنها بموقع الحفر. وفي محاولة لتمرير اليوم الرابع للامتحانات بهدوء، بادر مدير المدرسة رفعت بشير وبعض من المعلمين بردم جزء من الحفرة لتسهيل مرور الطلاب إلى المدرسة، فيما اتصل بالإدارة التعليمية التي اكتفت بتوجيه المقاول إلى إقامة جسر خشبي فوق موقع الحفر يمر عليه الطلاب والمعلمين. من جانبه، قال مدير عام إدارة الخارجة التعليمية حسين أبو الطاهر، في تصريحات خاصة ل "مصراوي"، إن باب مدرسة القلعة الإعدادية الملاصقة لمدرسة القلعة الابتدائية سيتم فتحه اعتبارًا من صباح الغد الإثنين، لمرور الطلاب منه إلى الشارع الأمامي للمدرسة ضمانًا لعدم مرور الطلاب أمام مناطق الحفر بالمدرسة الابتدائية. وأكد أبو الطاهر أنه سيتم التشديد على إدارة المدرسة والمشرفين لمتابعة غلق باب مدرسة القلعة الابتدائية المؤدي لأعمال الحفر حفاظًا على أرواح ومشاعر التلاميذ والمعلمين.