البومة الليلية، أحد الكائنات التي تتسبب في غيرة وحقد مهندسي ومصممي الطائرات، فقدرتها على التحليق ''شبه الصامت'' تذكرهم بفشلهم في تصميم طائرات تحلق في صمت ودون أي ضجيج. وتفرض المطارات قيوداً شديدة الصرامة على مستوى الضجيج المسموح به، الأمر الذي يؤدى إلى جدولة مواعيد الاقلاع والهبوط للتتناسب مع طبيعة الأماكن السكنية المحيطة بالمطارات، غير أن الاكتشاف الجديد والذي قام به مجموعة من العلماء العاملين لدى الجمعية الفيزيائية الأمريكية يمهد الطريق لتصميم طائرات صامته. ويعتقد العلماء أنهم تمكنوا من حل لغز الطيران الصامت للبومة، فعبر دراسة استغرقت عدة أعوام، استنتج العلماء 3 صفات جسدية مميزة للطائر الليلى تساهم في قدرته على الطيران الليلى الصامت، تلك الصفات تكسب الطائر مرونة وسرعة وطيران ''شبحي''. امتداد مشط من الريش على طول حافة الجناح، مرونة ونعومة الحافة علاوة على مواد موزعة على الجزء العلوى للجناح، هي الصفات الجسدية التي اكتشفها العلماء حديثاً، ويقول ''جاستين جاوورسكي'' الأستاذ المساعد بقسم الموائع في جامعة ''ليهاى'' بولاية بنسلفانيا الأمريكية إن هندسة جناح البومة تساهم فى تخفيض الضوضاء إلى الحد الأدنى وخصوصاً مع وجود خصائص مسامية في الجزء الأعلى من الجناح يقابلها ''خشونة'' في الجزء الأسفل منه، الأمر الذى يؤدى إلى القضاء على الدوامات الهوائية المسببة للضوضاء. ويتميز البوم بقدرته على الطيران الليلى، وتصل أنواعه إلى أكثر من 200 نوع ويمكن لهذه الطيور أن تدير رأسها بزاوية قدرها 270 درجة، ويساهم طيرانها الصامت في تفعيل قدرتها على اصطياد طرائدها الليلية بكفاءة عالية. الاكتشاف الحديث يسلقى بالضوء على تجارب ''امتصاص الصوت'' والتي يقوم بها العلماء في مختلف الدول كمحاولة للحد من الضوضاء الناجمة عن عمليات الطيران المختلفة، وبحسب ''جاوورسكي'' فإن مستقبل الطيران سيعتمد في الأساس على ''تقنيات البومة الليلية''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك...اضغط هنا