"نظراً للأحداث المؤسفة وحدادا علي أرواح أبنائنا شهداء الخصوص والكاتدرائية، قرر قداسة البابا تواضروس الثاني إلغاء اجتماع الأربعاء المقرر 10 ابريل ،2013 وتأجيل استقبال المعزيين المقرر يوم الخميس الموافق 11 من ابريل 2013، وسيتم تحديد ميعاد فيما بعد، ويدعو قداسته جميع الشعب للصلاة من أجل سلامة وطننا والمؤسسات الدينية فيه" هذا هو نص البيان الذي أصدره سكرتير البابا تواضروس الثاني، أمس الثلاثاء، القس أنجيليوس، البيان لم يحوي كلمة "اعتكاف" والتي تعني للأقباط الكثير، من الناحية الدينية، وتضاربت الأنباء حول حقا هل البابا اعتكف، أم فقط ألغى عظته الأسبوعية، وفي كلا الأمرين ثمة اعتراض واضح على ما يحدث من اشتباكات أمام الكاتدرائية المرقسية، رمز الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفي محاولة لمعرفة تداعيات اعتكاف البابا، والرسالة التي يريد أن يرسلها بتواجده في الدير ورفضه العودة للمقر، حاول "مصراوي" الوصول لإجابة واضحة عن هذه التساؤلات من بعض صانعي القرار بالكنيسة الأرثوذكسية.
القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا وعضو المجلس الملي، قال:" نعم البابا اعتكف، وهو لم يحدد مدة إنهاء اعتكافه" مضيفا:"الاعتكاف هو معنى روحي وديني، وقد اتخذه البابا بعد الأحداث التي شهدتها الكاتدرائية"
القمص ساويرس لفت إلى أن بيان المجلس الملي بالأمس كان حازما، معللا ذلك ب:"نريد الضرب بيد من حديد على من يعتدون على الكنائس، ولقد رأينا ملثمين في حماية الشرطة يقومون بالاعتداء على الكاتدرائية، حتى وزير الداخلية ذهب هناك بعد مرور سبع ساعات" مؤكدا أن المجلس الملي سيكون في حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات ونتائج التحقيقات.
الدكتور هاني كميل، عضو الملجس الملي والذي حضر بالأمس لقاء الوفد الرئاسي بالمقر البابوي، قال أن البابا لم يذكر صراحة كلمة"اعتكاف" في بيان إلغائه لعظة الأربعاء وعزاء ضحايا "الخصوص" الذي كان مقررا له الخميس القادم، مضيفا:" نحن في أيام الصوم الكبير، وهناك آية في الكتاب المقدس تقول " قدسوا صوما ونادوا باعتكاف"
ورأى كميل أن عدم تواجد البابا بالقاهرة وتواجده في الدير يحمل معنى ديني، بأنه قرر أن يصلي ليتكلم الله، لافتا:" في الأول والآخر القرار مش في إيده القرار في إيد الرئاسة وعليها أن تنهي الوضع، كما أن الاعتداء على الكاتدرائية أمرا مؤسفا، فهي تعتبر رمز الأرثوذكسية في العالم"
كميل أكد أن البابا سيعود للقاهرة مطلع الأسبوع القادم، لأنه فقط ألغى عظة هذا الأربعاء، ومع تحسن الوضع قد يعود السبت لأن هناك اجتماعات بالكاتدرائية يوم الأحد القادم"
وعن لقاء مساعدي الرئيس الدكتورة باكينام الشرقاوي، وعماد عبد الغفور ببعض قيادات الكنيسة أمس بالمقر البابوي، قال كميل:" مساعدو الرئيس اعتذروا عن بيان عصام الحداد، وقالوا أنه صدر بصفة شخصية ولا يعبر عن الحقيقة"
وأضاف :"الرئاسة كانت تعلم أن البابا لن يعود للقاهرة الآن، ويعرفون أنه لا يرد التحدث مع أحد فقط يريد فعل على أرض الواقع وتحقيق عادل، مؤكدا أن حديث مساعدي الرئيس كان كلاما مرسلا عن الوحدة الوطنية وغيره" مضيفا:" هذا صحيح ولكننا نريد فعل، خاصة أننا قلنا لهم بحوزتنا "سيديهات" تظهر المعتدين على الكاتدرائية يمكنهم الاطلاع عليها والقبض على الجاني"
فيما أكد الدكتور عماد جاد، نائب رئيس الحزب المصري الديمقراطي والخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن بيان مكتب سكرتارية يؤكد أن البابا قرر الاعتكاف بسبب "لامبالاة الرئاسة" تجاه ما يحدث.
وأضاف جاد:" الاعتكاف هو حالة من الاعتراض وكان يفعل ذلك البابا شنودة الثالث، والبابا يعترض على تخاذل الرئاسة تجاه الأقباط، والاعتكاف هو رسالة سياسية وقد يكون هناك تصعيد أن لم تتخذ الرئاسة موقفا واضحا مما يحدث أمام الكاتدارئية"
وأشار جاد إلى أن بيان مساعد الرئيس، عصام الحداد، الذي حمل الأقباط مسئولية الأحداث أمام الكاتدرائية أثار غضب المسيحيين وقيادات الكنيسة، مضيفا :" الرئيس لم يقدم إلى الآن التعازي في ضحايا الخصوص أو الكاتدارئية وهذا يوضع أن من يصنع قرار الرئيس هو مكتب الإرشاد، فهو مثلا قدم التعازي في موظفي التموين بالبحيرة، بينما تجاهل ما حدث في الخصوص "
وعقب الخبير بمركز الأهرام على زيارة مساعدي الرئيس، دكتورة باكينام الشرقاوي، و الدكتور عماد عبد الغفور، للمقر البابوي منذ قليل بأنه مجرد توصيل رسالة إلى العالم أن الرئاسة تحاول أن تفعل شيئا.
المستشار أمير رمزي، رئيس محكمة شمال القاهرة، لفت إلى أن اعتكاف البابا "رسالة إلى المسئولين والشعب المصري، للتعبير عن حزنه عما يحدث للأقباط" مؤكدا :" طالما ألغى البابا عظته وقال انه سيتواجد بالدير الفترة القادمة فهذا اعتكاف، حتى وأن لم يعلن المقر هذا صراحة"
ورأى رمزي أن البابا قد ينهي اعتكافه بالدير إذا ما اعتذر الرئيس صراحة عن الأحداث، وتم التوصل للجناة ومعاقبتهم.