أصدر مجلس الوزراء الإسرائيلي قرارًا، اليوم الأحد، بالإجماع برفض قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة قبول عضوية فلسطين بصفة مراقب. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني أن مجلس الوزراء أوضح أن ''قرار الجمعية العامة لن يكون أساسًا لأي مفاوضات مستقبلية، ولن ينال من حقوق إسرائيل على أراضيها''. وصرح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بأن ''أي دولة فلسطينية لن تقوم قبل اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية وموافقتهم على وضع حد للنزاع بين الجانبين''. ونقلت الإذاعة عن نتنياهو قوله إن إسرائيل لن تسمح أبدًا بتحويل الضفة الغربية إلى ''قاعدة إرهابية تطلق منها الصواريخ على المدن الإسرائيلية''. ومن جانبه، قال الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اليوم الأحد، إن رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الأممالمتحدة ''يغير الكثير من المعطيات ويؤسس إلى حقائق جديدة''. ووصف عباس لدى عودته إلى مدينة رام الله في الضفة الغربية عقب تصويت الأممالمتحدة على ترقية مكانة فلسطين إلى دولة مراقب، ما تحقق بأنه ''إنجاز تاريخي وعلامة منعطف حاسم في مسيرة نضالنا الوطني''. لكن عباس حذر من أن هذا الإنجاز ''استفز قوى الحرب والاستيطان والاحتلال وقد تعمقت عزلتهم في العالم''، مؤكدًا على سعيه للبناء على ما تم تحقيقه. وكان عباس يتحدث إلى آلاف الفلسطينيين الذين احتشدوا في مقر الرئاسة لاستقباله لدى عودته إلى رام الله قادمًا من عمان التي وصلها من نيويورك. وقال عباس: ''ذهبنا إلى نيويورك نحمل إلى العالم ظلامة شعب وحلمه ورسالته المتمسكة بالحرية والاستقلال، ولقد قال العالم كلمته بصوت عالي نعم لدولة فلسطين ونعم لحرية فلسطين''. وأضاف: ''لقد صوت أكثر من 75 بالمئة من دول العالم إلى جانب فلسطين، كما أن غالبية الدول التي امتنعت عن التصويت هنأتنا على النتيجة، وكانت الرسالة واضحة أننا لسنا وحدنا والعالم معنا والتاريخ معنا والمستقبل لنا والله معنا''. وذكر عباس: ''لايزال في دربنا تحديات ضخمة وعقبات كثيرة، وإن الشعب الذي صنع هذا الانتصار قادر على أن يحميه وأن يطوره حتى كنس الاحتلال وتحقيق الاستقلال''. وتعهد عباس بأن تكون مهمته الأولى بعد النجاح بالأممالمتحدة هي تحقيق المصالحة الفلسطينية ''لاستعادة وحدة الشعب والأرض والمؤسسات''. وأشار إلى أنه سيتم البحث خلال الأيام المقبلة في الخطوات اللازمة للتحرك نحو تسريع الخطى لتسريع المصالحة، مبديًا ثقته في أن''الجماهير التي صنعت إنجاز 29 نوفمبر عندما كتب العالم شهادة ميلاد دولة فلسطين، قادرة على فرض إرادة شعب بصنع المصالحة''. ورفع المحتشدون في استقبال عباس الأعلام الفلسطينية وصور عباس إلى جانب لافتات تؤيد التوجه للأمم المتحدة وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة. واصطف الحرس الرئاسي لتحية عباس الذي صافح كبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية قبل أن يضع إكليلًا من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات. وقررت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس الماضي رفع مكانة فلسطين من صفة كيان مراقب إلى دولة غير عضو بتأييد 138 دولة مقابل امتناع 41 ورفض تسع دول بينهم الولاياتالمتحدةالأمريكية وإسرائيل. وكانت إسرائيل رفضت بشدة تلك الخطوة حيث اتهمت الفلسطينيين بتجاهل الاتفاقات التي تنص على أن قيام الدولة الفلسطينية لا يتم إلا عن طريق المفاوضات. وفي إطار رفضه تصويت الأممالمتحدة، ذكر قرار مجلس الوزراء الإسرائيلي إنه لا يوجد في قرار الأممالمتحدة ما يغير وضع ما وصفه المجلس ب ''المناطق المتنازع عليها'' ( أي الضفة الغربية ) ولا ينتقص من حق إسرائيل والشعب اليهودي'' في تلك المناطق. وفي رد آخر على تصويت الأممالمتحدة، ستقوم إسرائيل بتعليق تحويل الإيرادات الضريبية التي تجمعها بالنيابة عن السلطة الفلسطينية، بحسب ما قاله وزير المالية يوفال شتاينيتس اليوم. وسيتم استخدام تلك الأموال المصادرة - تبلغ 640 مليون شيكل (120 مليون دولار) - في سداد الديون البالغ قيمتها 800 مليون شيكل المدينة بها السلطة الفلسطينية للدولة اليهودية مقابل إمدادات الكهرباء. وطبقًا للإذاعة الإسرائيلية فإن السلطة الفلسطينية مدينة بأكثر من مليار شيكل لإسرائيل.