ام العمد (الاردن) (رويترز) - في معقل عشيرة بني صخر علقت صور احد شيوخها الذي يخوض الانتخابات البرلمانية بجوار صور العاهل الاردني مما يرمز لتحالف بين العشائر ونظام الحكم الملكي. واستقبل فيصل الفايز افراد عشيرته الذين اعلنوا ولاءهم له قبل الانتخابات البرلمانية التي تجري يوم الثلاثاء والتي يتوقع ان يحقق فيها مرشحو العشائر الموالون للملك انتصارات كبيرة. وقال الفايز لالاف من افراد العشيرة في بداية حملته في قرية ام العمد على بعد 30 كيلومترا من العاصمة عمان "اهلي وعزوتي ورجال بني صخر المخلصين لله والوطن والملك اشكركم لحضوركم الذي غمرني بمشاعر تأييد. واننا الاولون في حب الوطن." وثمة توقعات واسعة النطاق بتولي الفايز منصب رئيس البرلمان المؤلف من 120 مقعدا وهو من ابرز المرشحين البالغ عددهم 763 مرشحا معظمهم مسؤولون حكوميون سابقون من المحافظين ورجال اعمال اثرياء. وعشيرته واحدة من اقوى العشائر نفوذا والاكثر ثراء في البلاد وتمتلك مساحات شاسعة من الارض قرب عمان وتتمتع بشكل خاص بعلاقات وثيقة بالحكم الملكي الهاشمي. وتقاطع جماعة الاخوان المسلمين التي تمثل المعارضة الحقيقية في البلاد وساسة ليبراليون الانتخابات بسبب ما يصفونه من تحجيم مطرد للسلطة البرلمانية. وتلاشى التفاؤل بشأن الاصلاح الذي ساد بعد ان حل العاهل الاردني الملك عبد الله البرلمان في العام الماضي نتيجة ابقاء الحكومة التي عينها على قانون انتخاب مرفوض شعبيا يقول منتقدون انه يضمن تشكيل برلمان مسالم بعد انتخابات يوم الثلاثاء. ولا يمنح القانون تمثيلا كافيا للمدن الكبرى التي تعتبر معاقل للاسلاميين والفلسطينيين في حين يمنح تمثيلا أكبر لمناطق قليلة السكان تهيمن عليها العشائر المحافظة التي تنصاع للحكم الملكي وانظمة القانون التقليدية. ويعني اسلوب توزيع الدوائر ان يكون للصوت في العاصمة العمانية المزدحمة ربع ثقل الصوت في مدينة معان الصحراوية الفقيرة. وفي ظل حاجة الاردن لتحفيز الاقتصاد الراكد ربما يضطر البرلمان المقبل لاقرار سياسات لا تحظي بشعبية. ولكن محمد المصري الباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية التابع للجامعة الاردنية يقول ان العصبية القبلية تنامت لدرجة تحول دون قيام البرلمان بدوره كمجلس تشريعي للامة باسرها. وقال المصري "المواطنون يعرفون ليس هناك من جدوى من الانتخابات ولن تغير شيئا." وعلى عكس الحملات الانتخابية النشطة في المناطق الريفية والعشائرية تسود حالة من عدم الاكتراث العاصمة عمان والمدن الاكبر مثل اربد والزرقاء وهي معاقل تقليدية للاسلاميين. واستغل الاسلاميون اتساع الفجوة بين الاثرياء والفقراء والرفض الشعبي لاتفاقية السلام بين الاردن واسرائيل. ومع مقاطعة جماعة الاخوان المسلمين للانتخابات واندثار الاحزاب السياسية قبل عقود يعتمد البرنامج الانتخابي لمعظم المرشحين على القبول الشخصي بل ان مرشحا يسوق نفسه على انه "لا يرفع شعارا". وقال هادي الخيطان النشط بحزب الوحدة الشعبي الذي ادت حملته " مقاطعون لاجل التغيير" لاعتقالات وتحرشات من جانب السلطات ان قانون الانتخاب "يفرز نوابا يمثلون عشائر وجهات جهوية." ومع تراجع اهمية السياسات القومية تجتذب خيام يقيمها مرشحون مستقلون من رجال الاعمال الفلسطينيين الاثرياء ومن ابناء وبنات ساسة كبار في السن خدموا الملكية الاصدقاء والاقارب وتتصدر صورهم الملصقات واللافتات في الميادين الرئيسية في عمان. وخالد رمضان عواد وهو قومي عربي يسارى ضمن عدد قليل من مرشحي الاحزاب الصغيرة التي تشارك في الانتخابات ولكنه لا يخفي شعوره بخيبة الامل تجاه النظام السياسي الحالي. وقال عواد الذي يتنافس مع اكثر من 30 مرشحا على اربعة مقاعد في الدائرة الثالثة الثرية وتضم 120 ألف ناخب في عمان "تغيبت البرامج الحزبية لصالح قوى المال والاقطاع السياسي والاجتماعي والعشائري."