قام رؤساء اركان الجزائر ومالي وموريتانيا والنيجر خلال اجتماع الاحد في جنوبالجزائر بتبادل معلومات من اجل "تحقيق" استراتيجية مشتركة لمكافحة الارهاب في هذه المنطقة التي تنشط فيها خلايا تابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي. وعقد هذا الاجتماع الاستثنائي لرؤساء اركان الدول الاربع في تامنرست جنوبالجزائر بعد خطف سبعة اشخاص بينهم خمسة فرنسيين في النيجر ليل 15-16 ايلول/سبتمبر واعلان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عن العملية. والرهائن محتجزون في شمال مالي على مقربة من الحدود الجزائرية، بحسب مصدر مالي مطلع على الملف، وهي معلومات اكدها مصدر في الرئاسة الفرنسية. وفي ختام الاجتماع الذي انتهى بعد ظهر الاحد، انتقلت رئاسة لجنة الاركان العملانية المشتركة من الجزائر التي كانت تتولاها منذ انشاء اللجنة في نيسان/ابريل الى مالي، على ما افادت وكالة الانباء الجزائرية. وتشكلت لجنة الاركان المشتركة بين الجزائر ومالي والنيجر وموريتانيا في 21 نيسان/ابريل بعد سلسلة لقاءات بين رؤساء اركان دول الساحل السبع (الدول الاربع المذكورة اضافة الى ليبيا والتشاد وبوركينا فاسو) ووزراء خارجيتها. وقام المشاركون في الاجتماع اليوم "بتبادل المعلومات والتحاليل بغية تقييم حصيلة النشاطات والاعمال المنجزة بهدف وضع استراتيجية مشتركة في مجال محاربة الارهاب والجريمة المنظمة"، بحسب وكالة الانباء الجزائرية. وكان قائد اركان الجيش الجزائري اللواء احمد قايد صالح دعا دول الساحل في خطابه لدى افتتاح الاجتماع الى "احترام التزاماتها والتحرك" ميدانيا لمكافحة الارهاب في المنطقة. وقال اللواء قايد صالح قبل انعقاد اللقاء الذي نظم بمادرة من الجزائر، انه سيتيح "مناقشة شروط تعاوننا ورفع الغموض الذي ما زال قائما وايجاد الحلول المناسبة بهدف تعزيز العمل الفعال والمنسق وتحقيق الاهداف المحددة في استراتيجيتنا لكفاح الارهاب والجريمة المنظمة". واعرب عن "قناعته بان الاجتماع سيوطد تعاوننا وروابط الاخوة والتضامن وحسن الجوار لاعطاء دفع جديد لهدفنا وهو مطادرة الارهابيين والقضاء عليهم". من جهته قال متحدث هو الكولونيل مبروك سباع ان اللقاء يترجم التصميم الحازم للدول الاعضاء في اللجنة على "تولي مسائلهم الامنية بشكل مستقل وجماعي". ونقلت وكالة الانباء الجزائرية عن المتحدث قوله ان الاجتماع يأتي "في الوقت المناسب نظرا الى آخر المستجدات التي شهدتها المنطقة". وذكر ان على المشاركين في الاجتماع ان يبحثوا في تعزيز تعاونهم "لوضع معا آلية مناسبة لمواجهة الظاهرة الارهابية وتشعباتها بفعالية وصرامة". وتنشط الجزائر، التي تعتبر الدولة الرائدة في المنطقة في مجال الامن ومكافحة الارهاب، منذ زمن من اجل قيام تعاون اقليمي متنام لمحاربة هذه الظاهرة. واعتبر الوزير الجزائري المكلف الشؤون المغاربية والافريقية عبد القادر مساهل في 21 ايلول/سبتمبر ان الدول الافريقية قادرة على اجتثاث الارهاب في منطقة الساحل اذا تعاونت ميدانيا. وقد انعقد اجتماع من هذا القبيل في تامنرست في اب/اغسطس 2009. وانشأت الجزائر مركز قيادة اقليميا في هذه المنطقة من الصحراء الجزائرية بهدف تنسيق تحركات جيشها مع جيوش موريتانيا ومالي والنيجر. ولم تنفذ حتى الان اي عملية مشتركة للجيوش الاربعة. كما استضافت الجزائر في آذار/مارس اجتماعا لسبع دول افريقية (الجزائر وبوركينا فاسو وتشاد وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر) دان المشاركون في ختامه "بدون لبس" عمليات احتجاز الرهائن ودفع فديات ل"مجموعات ارهابية" تنشط في منطقة الساحل والصحراء.