نقل السبت اربعة من الناجين ال16 من كارثة تحطم الطائرة في منطقة جبال الانديز في العام 1972 رسالة "امل" الى العمال ال33 العالقين داخل منجم في شمال تشيلي منذ ثلاثين يوما. وقال خوسيه لويس انسيارتي، الذي نقل الرسالة يرافقه غوستافو زيربينو، بدرو الغورتا ورامون سابيلا "ناتي لنعيد الى الشعب التشيلي كل ما قدمه لنا". وبقي هؤلاء الاوروغوانيون الاربعة على قيد الحياة مدة 72 يوما محتجزين في جبال تشيلي بعد تحطم الطائرة التي كانت تقلهم الى سانتياغو للمشاركة في مباراة لرياضة الركبي. وقضى 12 من الركاب ال45 الذين كانوا على متن الطائرة، فيما توفي 17 اخرين متاثرين بجروحهم او بسبب انهيارات ثلجية. وبعد وقف اعمال البحث، اضطر الناجون الى اكل لحوم بشرية عائدة للركاب المتوفين الى ان نجح اثنان منهم في انذار فرق الانقاذ بوجودهم بعد عشرة ايام من السير في الجبال المكسوة بالثلوج. وعلى الرغم من اعتباره ان التجربة التي اختبرها الناجون من حادث الطائرة تختلف عن تلك التي يمر بها حاليا العمال المحتجزون على عمق سبعمئة متر في قاع المنجم اثر انزلاق للتربة، دعا انسيارتي العمال ال33 الى عدم الاستسلام للياس. واضاف "دعهم لا يقلقوا! سيخرجون لان المنقذين اكفاء للغاية وعائلاتهم بانتظارهم"، قبل تقبيله شقيقة احد عمال المنجم. وتابع "لقد تحدثنا مع العائلات. ربما يمكننا التحدث في وقت لاحق مع عمال المنجم، لكن يجب ان يتحدثوا اولا مع اقربائهم، هذا هو الاهم". ولتحسين سبل التواصل بين عمال المنجم واقربائهم، من المقرر ان يبدأ العمل بنظام جديد للاتصال عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة السبت. وبذلك سيتاح امام العائلات المجال لمراقبة العمال اضافة الى امكانية التحدث اليهم. وبحسب السلطات، فان اعمال انقاذ العمال ستستغرق من ثلاثة الى اربعة اشهر. السبت، حققت الحفارة "ستراتا 950"، التي تعمل منذ مساء الاثنين على حفر بئر انقاذ قطرها 66 سنتمترا وعمقها 700 ومترين، تقدما مسافته 42 مترا، بحسب رينيه اغيلار، مسؤول ادارة المخاطر في اجهزة الانقاذ. ومن المقرر ان تبدأ حفارة ثانية اعتبارا من الاحد بتوسعة احدى الفتحات التي تصل بين سطح الارض ومكان احتجاز العمال. وهذه الفتحة التي تستعمل حاليا لايصال الامدادات الى العمال يبلغ قطرها 12 سنتيمترا وستصبح بعد التوسعة 30 سنتم ما سيسمح بانزال اشياء اكبر حجما. ويمكن لهذه الفتحة ان تشكل في وقت لاحق "الخطة ب" الرديفة لبئر الانقاذ الرئيسية الجاري حفرها. وتجري دراسة خطة ثالثة او "الخطة ج"، تقضي بحفر بئر جديدة خلال اسبوعين بمساعدة حفارة نفطية. وبانتظار ذلك، يقوم مسؤولو مصانع السفن التابعة للبحرية باختبار قفص حديدي سيسمح باخراج عمال المنجم واحدا تلو الاخر. وقال قائد البحرية سيرجيو سندوفال ان القفص الحديدي سيتم تغذيته بالاوكسيجين، و"تجهيزه بوسائل اتصال واضاءة بنظام مراقبة عبر الفيديو"، كما ستجهز بنظام حماية يتيح لعامل المنجم ان يعاود النزول بحال حصول اي مشكلة.