استئأنف عشرات الآلاف من المناهضين للحكومة في تايلاند مظاهراتهم مطالبين باستقالة رئيسة الوزراء ينغلوك شيناوات. وزحفت حشود كبيرة حاملة أعلام تايلاند من المتنزه الرئيس في العاصمة بانكوك إلى شوارع رئيسة عدة. يُذكر أن هذه هي المسيرة الاحتجاجية الحاشدة الأولى التي تُنظم منذ أن قضت محكمة تايلاندية ببطلان انتخابات فبراير / شباط الماضي. وكانت تايلاند قد شهدت تراجعا في التوتر الذي بدأ مع المظاهرات المعارضة للحكومة منذ أربعة أشهر. ويطالب المحتجون في تايلاند بتنحي شيناوات إصلاح النظام السياسي في البلاد. وفي ذروة موجة الاحتجاجات، أغلق المحتجون العديد من المحاور المرورية المهمة في بانكوك وعددا من الوزارات. وتوجهت مظاهرات، بقيادة أحد أبرز رموز الاحتجاجات المعارضة للحكومة ساذيب ذوغسوبان، من متنزه لومبيني في العاصمة، إلى ستة من أهم شوارع وسط المدينة. وقال ذوغسوبان نريد توصيل رسالة إلى الحكومة مفادها أن الناس لم تعد تقبل بوجودهم بعد الآن وأنهم يريدون إصلاح البلاد على الفور. وحذر ذوغسوبان السلطات من محاولة إعادة الانتخابات مؤكدًا أن المقاطعة هي السبيل الوحيد لأي عملية تصويت مستقبلية. وتأتي تلك المسيرات الاحتجاجية بعد أسبوع واحد من حكم المحكمة الدستورية العليا ببطلان الانتخابات العامة في الثاني من فبراير / شباط الماضي. وتتلخص مطالب المحتجين، الذين يتحدر أغلبهم من المدن التايلاندية وينتمون إلى الطبقة الوسطى، في استبدال حكومة شيناوات ب مجلس شعبي غير منتخب. ويتهم المحتجون الحكومة بأنها تخضع لسيطرة تاكسين شيناوات، رئيس الوزراء المعزول شقيق رئيسة الوزراء الحالية. وترفض شيناوات، المطالبات باستقالتها في حين تواجه اتهامات بالإهمال فيما يتعلق ببرنامج حكومي لدعم الأرز يقول منتقدوه إنه غارق في الفساد. ومن المتوقع أن تقدم شيناوات دفاعها للمفوضية الوطنية لمكافحة الفساد يوم الاثنين المقبل. وحال إدانتها، من الممكن أن تعزل شيناوات من منصبها، كما تواجه حظرا محتملا على ممارستها السياسة لخمس سنوات. يذكر أن 23 شخصًا لقوا حتفهم وأصيب المئات في المظاهرات التي شهدتها تايلاند في الأشهر الأخيرة.