بروكسل (رويترز) - وافقت حكومات الاتحاد الأوروبي يوم الخميس على إرسال مئات العسكريين إلى مالي لتدريب القوات الحكومية التي تقاتل متشددين إسلاميين. وتجري المناقشات بشأن البعثة التدريبية منذ اسابيع لكن اهمية البعثة ازدادت منذ أن تقدم المتمردون المرتبطون بالقاعدة من معقلهم في شمال مالي لتهديد العاصمة باماكو وشنت فرنسا غارات جوية لوقف تقدمهم. واتخذ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قرار تشكيل البعثة خلال اجتماع طارئ في بروكسل لمناقشة الازمة في الصحراء الكبرى. وسلطت الاضواء على المصالح الغربية في هذه الازمة عندما احتجز مسلحون اسلاميون عشرات الاجانب والعمال المحليين كرهائن في محطة جزائرية للغاز يوم الاربعاء مطالبين بانسحاب القوات الفرنسية من مالي. وتأمل حكومات الاتحاد الاوروبي في تدريب جيش مالي -الذي أضعفته الانقسامات السياسية وسلسلة من الهزائم امام المتمردين- لكن ليست هناك خطط لارسال قوات اوروبية قتالية إلى جانب القوات الفرنسية. وقال ديفيد ليدينجتون وزير الشؤون الاوروبية البريطاني قبل الاجتماع الذي عقد في بروكسل "إلى جانب العمل العسكري الذي يقوده الفرنسيون نحتاج إلى العمل على تدريب قوات مالي حتى تتمكن من فرض السيطرة على اراضيها." وسهلت الحرب الاهلية الليبية التي اطاحت بحكم معمر القذافي في 2011 عمل الجماعات المتشددة في منطقة الصحراء الخالية تقريبا من السكان للحصول على السلاح. وتخشى الحكومات الغربية والاقليمية من تحول شمال مالي إلى مرتع لجماعات اسلامية متعددة وقاعدة للهجمات على اوروبا. وتضم بعثة التدريب التي يرسلها الاتحاد الاوروبي بحلول منتصف فبراير شباط نحو 200 إلى 250 مدربا عسكريا إلى جانب بعض افراد الامن لكن العدد النهائي للبعثة سيتقرر بعد تقديرات امنية تجرى في الايام التالية. وستقوم البعثة بتقديم التدريب الاساسي والمشورة لسلطات مالي بخصوص بنية القيادة والدعم الاداري والامداد وتدريبها على موضوعات مثل التعامل مع السجناء. ولن يصاحب المدربون جنود مالي في ميادين القتال. وقال مسؤول اوروبي رفيع المستوى "لن نتجه شمالا. سنظل في مناطق التدريب." وتسعى فرنسا إلى نقل قيادة عملياتها إلى القوات المالية وقوات وعدت دول التجمع الاقتصادي لدول غرب افريقيا (ايكواس) بارسالها إلى مالي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ان ذلك يعني ان نظراءه في الاتحاد الاوروبي يجب ان يظهروا قدرا اكبر من التعاون. وقال في مؤتمر صحفي في بروكسل "عليكم ان تفهموا انه على الرغم من ان فرنسا هي القائدة فكل الدول الاوروبية تتأثر بالارهاب." وتقدم بريطانيا لفرنسا دعما في النقل والامداد لعمليتها العسكرية في مالي. وقال وزير الخارجية الالماني جيدو فسترفيله ان برلين ستقدم طائرتين لنقل القوات من دول غرب افريقيا. وقالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون ان عدة دول أخرى بالاتحاد مستعدة لمساعدة فرنسا. وقالت "بشأن الدعم العسكري أوضحت عدة دول لفرنسا أنها ستكون مستعدة لمساعدتها بكل الاشكال. لم تستبعد أيا من أوجه الدعم بما في ذلك الدعم العسكري." وقال مفوض التنمية بالاتحاد الأوروبي اندرس بيبالجس ان الاتحاد سيقدم 50 مليون يورو (66 مليون دولار) دعما لقوة غرب افريقيا ولوح بالافراج عن 250 مليون يورو من المساعدات لمالي كانت قد جمدت بعد انقلاب مارس آذار 2012. وفي المقابل يريد الاتحاد الاوروبي من مالي الاسراع بإعادة توحيد البلاد وتنظيم انتخابات. (إعداد ابراهيم الجارحي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)